تفتح المدارس ذراعيها من جديد، لتستقبل أبناءها الطلبة بقلوب عامرة بالحب، وأروقة تشتاق إلى خطواتهم وضحكاتهم. وها هي الحياة تعود مجدداً إلى الفصول الدراسية، وتنبض الممرات بأصوات الأطفال والشباب الذين يعودون بعد أشهر من الإجازة محملين بآمال كبيرة وأحلام تتسع عنان السماء.

يعود الطلبة ليجتمعوا مع معلميهم الذين يضيئون لهم دروب المعرفة. يحملون معهم قصص العطلة الصيفية، وحكايات عن السفر والرحلات والمغامرات الصغيرة، عن اللحظات التي عاشوها في بيوتهم ومع أصدقائهم، ويستعدون لكتابة فصل جديد من مسيرتهم الدراسية.

وفي الساحات والملاعب تتسابق خطواتهم، وفي الصفوف تتلألأ أعينهم بالطموح. فكل واحد منهم يخبئ في قلبه أمنية بالنجاح والتفوق، ويخطط لمستقبل مليء بالإنجازات. منهم من يحلم بأن يكون طبيباً يعالج المرضى، ومنهم من يتطلع إلى أن يصبح مهندساً يبني الأوطان، ومنهم من يريد أن يحلّق عالياً في فضاء العلم والابتكار.

يعود الطلبة وقد استقبلتهم وزارة التربية والتعليم بـ«الحملة الوطنية للعودة إلى المدارس» الهادفة إلى تهيئة أجواء إيجابية لبداية عام دراسي جديد، وتحفيز الطلبة على استكشاف قدراتهم وتنمية مهاراتهم.

حيث تجسد الحملة رؤية الوزارة الاستراتيجية في إعداد أجيال متمكّنة قادرة على المنافسة وتحقيق التميز والريادة محلياً ودولياً، من خلال تحويل المدارس إلى بيئات تعليمية ملهمة وحاضنة للإبداع والابتكار، بما يعزز تنافسية الأجيال الصاعدة في دولة الإمارات.

إنها ليست عودة عادية، بل شراكة متجددة بين البيت والمدرسة، حيث تتواصل رسالة التربية وغرس القيم الأصيلة، لتعزيز هويتنا الوطنية، وتأكيد أن التعليم هو الركيزة الأولى لبناء الغد.

وفي هذا العام، يحل الذكاء الاصطناعي كضيف جديد على العملية التعليمية، بأدواته المتطورة وأساليبه المبتكرة، ليكون معيناً للطلبة ومعلميهم في رحلة استكشاف آفاق المعرفة. فكل طالب هو مشروع قائد، وكل قاعة دراسية هي نواة لصناعة المستقبل.

مسار:

المدرسة.. البيت الذي نصنع فيه قادة الغد، ونبني به حضارة تستند إلى العلم والإبداع.