ومتفائلاً بأن غده أكثر إشراقاً وازدهاراً بإذن الله تعالى، فتزدهر أحلامه وطموحاته، وتنفتح أمامه أبواب الأمل الفسيح في كل ركن وزاوية، فيتنسم نسمات السعادة العليلة في وطن من أسعد الأوطان، شاكراً الله تعالى على هذه النعم العظيمة.
ومن أحدث الإنجازات الريادية في هذا المجال تتصدر مدن دولة الإمارات ضمن أفضل عشر مدن في العالم أمناً، وذلك بحسب التقرير الصادر عن مؤشر NUMBEO العالمي لعام 2025، الذي يقيس مستويات الأمن وجودة الحياة في مختلف مدن العالم.
وفي هذا الإطار وضعت الدولة الخطط والاستراتيجيات المثلى للوصول إلى هذه الغاية، وسخرت مختلف المؤسسات الوطنية لتحقيقها، واتخذت كل ما يلزم لضمان توفير سبل الراحة والأمان لكل فرد في المجتمع، سواء عبر تنفيذ البرامج والخطط التنموية، أو تطوير البنية التحتية المتطورة، أو بناء منظومة متكاملة لتوفير الخدمات المتنوعة من رعاية صحية وتعليم نوعي وبيئة آمنة وخدمات اجتماعية وغيرها.
بالإضافة إلى إصدار القوانين والتشريعات المناسبة التي تعزز جودة الحياة وتحقق الاستقرار المجتمعي وترسخ مبادئ التعايش السلمي. وتعكس هذه الأرقام الريادية حرص القيادة الحكيمة في دولة الإمارات، على ترسيخ الأمن والاستقرار أساساً متيناً لسعادة الإنسان وتحقيق التنمية الشاملة في شتى مناحي الحياة، بما يصب في بناء مجتمع متماسك الأركان، قادر على المضي قدماً في تحقيق الإنجازات الريادية.
ومواجهة التحديات كافة، واستشراف المستقبل بثقة وطموح، وتنبع هذه الرؤية من الاهتمام الكبير الذي حظي به الإنسان في دولة الإمارات منذ عهد المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي جعل الإنسان في قلب المشروع الوطني.
وجعل من رعايته وتنميته أسمى أولويات الدولة، واستمر هذا المبدأ ثابتاً راسخاً على مدى العقود على يد القيادة الحكيمة، التي تدرك أن قوة الوطن تنبع من قوة الإنسان، وأن بناءه هو الثروة الحقيقية، وأن أمنه واستقراره ورفاهيته وراحته من أهم الأولويات، ليثمر ذلك خيراً وإنجازاً يحقق للمجتمع والوطن التقدم والريادة والازدهار.
كما هو الحال في بعض المجتمعات التي اجتالتها الفوضى والصراعات، فإن من لا يحس بطعم النعم هو أسوأ حالاً ممن فقد حاسة التذوق، فلا يتلذذ بطعام ولا يستمتع به، وكلما كان إحساس الإنسان بطعم النعم التي يعيشها أبلغ كان أسعد، وأكثر طمأنينة وراحة بال، وأكثر شكراً لله تعالى، قائلاً في صباحه ومسائه: {ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ}.
ومن واجبنا أن نؤازرهم ونعاونهم، ونعمل بكل جد للمحافظة على هذه النعمة العظيمة، وتعزيز مقوماتها بكل ما نستطيع، بالتحلي بأرقى القيم الأخلاقية، والمساهمة الفعالة في بناء المجتمع، والالتزام بالقوانين والنظم، وغرس قيم التسامح والتعاون، وترسيخ التعايش من خلال تعاملنا مع الجميع، بالكلمة الطيبة، والفعل النبيل، وأن نكون قدوة لأبنائنا والأجيال من بعدنا في سلوكنا هذا.