تُولي استراتيجية جودة الحياة في دبي أهمية استثنائية للبيئة الحضرية، باعتبارها الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويتنقّل ويتفاعل مع محيطه.

فالمدينة ليست فقط مباني وطرقات، بل هي منظومة معيشية متكاملة تُسهم في سعادة الإنسان وصحته وإنتاجيته.

وتسعى دبي من خلال هذا المحور إلى تطوير بيئة حضرية ذكية، مرنة، وإنسانية، تلبّي احتياجات السكان بكفاءة، وتضع رفاهيتهم في صميم التخطيط العمراني.

ويشمل ذلك تصميم أحياء سكنية متكاملة الخدمات، ذات كثافة معتدلة، ومساحات خضراء، ومسارات للمشي والدراجات، ومرافق مجتمعية على بُعد خطوات من المنازل.

وقد قطعت دبي شوطاً كبيراً في هذا الاتجاه، من خلال مشاريع مثل «مدينة دبي المستدامة»، و«حي دبي للتصميم»، و«دبي هاربور»، إلى جانب خطط تطوير المناطق القديمة كالشندغة وديرة وبر دبي، بما يدمج بين الحداثة والهوية العمرانية المحلية.

ورغم التقدّم الملحوظ، لا تزال بعض مكونات البيئة الحضرية الثقافية في طور الدراسة والإنشاء، كمراكز الفنون والمسارح والساحات المفتوحة للأنشطة الثقافية.

ومع الزيادة السكانية المستمرة وارتفاع أعداد الزوّار، تبدو الحاجة ملحّة لتسريع وتيرة تنفيذ هذه المشاريع. فوجود بنية تحتية ثقافية فعالة لا يعزز فقط المشهد الحضري، بل يسهم في نشر الوعي وتوسيع نطاق المشاركة في الفنون والثقافة، ما يُعد عنصراً محورياً في جودة الحياة الشاملة.

وتضع الاستراتيجية ضمن أولوياتها خفض الزحام المروري، وتحسين تجربة التنقل اليومي، من خلال توفير خيارات تنقل متعددة ومتصلة، تشمل المترو والترام والحافلات والبنية التحتية للمشي.

كما تسعى إلى تعزيز جودة التصميم العمراني، وتشجيع استخدام مواد بناء صديقة للبيئة، ومراعاة عناصر الجمال والظل والإضاءة الطبيعية.

إن البيئة الحضرية في استراتيجية جودة الحياة بدبي ليست فقط بيئة «صالحة للعيش»، بل «جاذبة للعيش»، لأنها تعكس فهماً عميقاً لتفاصيل الحياة اليومية، وتضع الإنسان في قلب المدينة، لا على هامشها.