التعاون من أجل عالم مشترك، حضر المؤتمر أكثر من 1500 خبير وأكثر من 800 شركة عالمية من أكثر من 70 دولة ومنطقة. وتجاوز عدد الزوار في منطقة العرض 300 ألف شخص، وبلغ إجمالي الاستثمارات في المشاريع الموقعة 15 مليار يوان صيني.
كما صدرت خطة عمل الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي في المؤتمر التي تهدف إلى تحويل التوافقات الدولية المهمة بشأن تطوير وحوكمة الذكاء الاصطناعي إلى إجراءات ملموسة، مما يرسم خارطة واضحة للمستقبل الرقمي العالمي.
وفي أوائل العام 2025 أطلقت شركة ديب سيك (DeepSeek) الصينية نموذجاً عالي الأداء يضاهي النماذج الغربية الرائدة بتكلفة منخفضة للغاية، وتصدر خلال 6 أيام فقط قائمة التطبيقات العالمية الأكثر تنزيلاً على كل من متجر Apple وGoogle.
أما في جانب الحوكمة العالمية وصياغة القواعد، فقد طُرحت خلال مؤتمر WAIC ثلاث قضايا رئيسية حول الذكاء الاصطناعي تعنى بالرياضيات، والعلوم، والنماذج وهي موضوعات متطورة تتطلب تفكيراً واستكشافاً عاجلاً.
كما دعت الحكومة الصينية إلى تأسيس المنظمة العالمية للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز بناء نظام حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية، مما يبرز صورة الصين كدولة كبيرة مسؤولة.
وكما صرّح سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، خلال قمة دبي للذكاء الاصطناعي، فقد أصبحت دبي مركزاً عالمياً للمبتكرين والخبراء والمطورين في مجالات الذكاء الاصطناعي.
أما من ناحية الرؤية الحوكمية، فيشترك البلدان في مبدأ الإنسان أولاً، والذكاء من أجل الخير، ويولي اهتماماً كبيراً لمواجهة قضايا الأخلاقيات والأمن خلال عملية تطوير الذكاء الاصطناعي.
وتتناسق مناقشات الحوكمة العالمية التي تقودها الصين تحت إطار WAIC مع الاستراتيجية الإماراتية لتطوير أطر أخلاقية في مجال الذكاء الاصطناعي.
يمكن للبلدين تعزيز تعاونهما عبر إنشاء برامج للمنح الدراسية، وتأسيس مختبرات مشتركة، وتبادل الطلاب والأساتذة، بما يسهم في إعداد جيل جديد من الكفاءات القادرة على دعم مستقبل الذكاء الاصطناعي.
وفي تطبيقات مثل المدن الذكية، تستطيع الصين، بفضل تفوقها في مجالات مثل الجيل الخامس، والحوسبة السحابية، ومراكز البيانات أن تدعم الإمارات في تنفيذ استراتيجيتها لبناء بنية تحتية رقمية، مما يعمق ويوسّع نطاق التعاون الثنائي في هذا المجال.
وعند مفترق طرق حاسم في تطور الذكاء الاصطناعي، فإن الصين مستعدة للعمل جنباً إلى جنب مع الإمارات وغيرها من الدول، لاستبدال المواجهة بالتعاون، والاحتكار بالتشارك، والانفراد بالحكم الجماعي، من أجل فتح آفاق جديدة لعصر الذكاء الاصطناعي المشترك.