دخلت الوساطة الأمريكية في ملف غزة مرحلة دقيقة وحرجة وشبه نهائية بعدما أصيب الرئيس ترامب بحالة من القرف السياسي من حماس ونتانياهو على حد سواء.

وفي تعليماته الأخيرة لمبعوثه الخاص والموثوق ستيف ويتكوف، طلبت الخارجية منه أن تكون رحلته الحالية هي الحاسمة الحازمة التي لا يجب أن يقبل فيها أي مناورة أو مماطلة أو محاولة لكسب الوقت في ثلاث مسائل جوهرية هي:

أولاً: إيقاف نهائي لإطلاق النار.

ثانياً: حسم لا تلاعب فيه لملف تبادل الرهائن الأحياء والأموات مع المعتقلين.

ثالثاً: دخول المساعدات الإنسانية من كل المعابر، وإيقاف عمليات قتل المدنيين العزل الساعين للحصول على المساعدات.

أزمة وساطة ويتكوف أن نجاحها هذه المرة يعني أزمة كبرى وضربة قاصمة لكل من حماس ونتانياهو على حد سواء، لماذا؟ هذه المرة يرفع ويتكوف شعار: نريد صفقة كل شيء مقابل كل شيء، أي كل المطلوب من أي طرف مقابل كل المطلوب من الطرف الآخر.

هذا يعني ببساطة أن حماس إذا سلمت كل الرهائن وكل السلاح، فإنها سوف تصبح بلا أية أوراق قوة أو ضغط، وبالتالي قابلة للموت المادي والسياسي.

أما نتانياهو فإنه إذا أنهى الصفقة، بمعنى الإفراج عن المعتقلين والانسحاب وفتح المعابر للمساعدات، فإنه سوف يفقد بن غفير وسموتريتش اللذين يرغبان في احتلال غزة بالكامل وإلى الأبد، وتهجير سكانها حتى يحل محلهم المستوطنون.

في هذه الحالة يسقط التحالف الحاكم وتنهار الحكومة، ويلاقي الرجل مصيره المحتوم في سلسلة محاكمات تبدأ بالفساد، وتنتهي بالاتهام بالتقصير في ملف 7 أكتوبر، وكل ما تلاه من سوء إدارة للأزمة.. ببساطة نجاح ويتكوف يعني بالضرورة فشلاً محتوماً لطرفي الصراع في غزة. تلك هي المعضلة.