إذا كنت قد شاهدت فيلم العالم الجوراسي الذي طرح مؤخراً على الشاشة الفضية، وكنت من مواليد ما بعد عام 2000 فأنصحك بالعودة للأجزاء السابقة، خاصة تلك التي صدرت في التسعينيات، لما فيها من حماسة وإثارة.

ركزت الأجزاء الأولى على شرح علم الوراثة وكيفية إعادة الديناصورات للحياة من خلال استنساخ حمضها النووي من بعوضة متحجرة داخل مادة الكهرمان.

كما لم تغفل الأجزاء الأولى القضايا الأخلاقية، من استغلال الديناصورات لأغراض ربحية، إلى التلاعب الجيني وآثاره.

بالرغم من أنني من محبي سلسلة العالم الجوراسي إلا أنني لست بصدد الكتابة عنه، وإنما عن العقل الإبداعي الذي قام بتأسيس وصياغة واحدة من أكثر القصص رواجاً في العالم وتحولت إلى أشهر الأفلام على مدار عقدين من الزمان.

بدأ مايكل كريتشتون دراسة الطب، بعد إدراكه ضآلة ما يكسبه الكاتب من أعماله. وبالرغم من أنه خريج كلية الطب من جامعة هارفرد، لكن حنينه للكتابة أعاده إليها.

نجح مايكل في استخدام معارفه الطبية لصياغة قصص حققت أرقاماً قياسية وتم ترشيحها لنيل جوائز عالمية في عالم الأفلام.

قد تبدو أحياناً الأهداف المهنية وخصوصاً تلك المدرة للأموال مصدراً آمناً وموثوقاً به على الأقل لسد حاجات الفرد الأساسية، ومع ذلك سيبقى الشغف يحيك في الصدر إلى أن يخرج إلى العالم ويرى النور.

الذكاء يكمن في استثمار الشغف كنقطة قوة ودعمه بالعلم والمعرفة المكتسبة من مجال التخصص حتى يحدث فرقاً ويرتفع إلى سقف يصعب الوصول إليه، وهذا تماماً ما فعله مايكل، حين جمع بين العلم والخيال.

الشغف قد ينام فينا طويلاً، لكنه لا يموت، وقد يغيّر مسارنا حينما يقرر الخروج في وقت لم نتوقعه. كن مرناً في التعامل مع شغفك وانظر له من زوايا عدة، حتى تستثمره بالشكل الأمثل. ماذا لو كان أقصر طريق لحياة الثراء هو باستثمار الشغف؟ ماذا لو أدركنا أن القدرة على إيجاد الحلقة بين الشغف والمهنة فن لا يتقنه الكثيرون؟