في خضم ما يشهده أهل غزة من ظروف إنسانية مريرة، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة في الصفوف الأولى لنجدتهم، وذلك كعادتها في طليعة الدول التي تمد يدها للمتضررين في كل مكان.

فتدفقت مبادراتها الإنسانية وتحركاتها الإغاثية، لتجسد نهجاً إماراتياً راسخاً، لا يحيد عن مساندة الإنسان، ولا يتوانى عن مد يد العون للمحتاجين، ليعبّر ذلك عن نبل مبادئها، وأصالة قيمها، وعمق تفاعلها مع القضايا الإنسانية.

لقد تحركت دولة الإمارات منذ الساعات الأولى لتفاقم الأوضاع في قطاع غزة، فأطلقت من خلال توجيهات مباشرة من القيادة الرشيدة، حملات إغاثية، هدفت إلى دعم الشعب الفلسطيني في محنته.

وعملت على توفير ما يحتاجون إليه من الإمدادات الضرورية، لتشمل مختلف الجوانب الحياتية، من الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية، وإقامة المستشفيات الميدانية، وتسيير قوافل الدعم عبر كافة القنوات الممكنة، مؤكدة بذلك التزامها المستمر بواجبها الإنساني تجاه أهل غزة، ونهجها الإغاثي الراسخ، الذي لا يعرف حدوداً أو توقفاً، حتى أصبحت في مقدم الدول الرائدة في دعم المحتاجين في كل بقاع الأرض.

وقد تجسدت هذه الجهود الإماراتية لإغاثة أهل غزة بشكل فعلي في صور شتى، منها عملية الفارس الشهم 3، التي تعد واحدة من أكبر العمليات الإنسانية التي تنفذها دولة الإمارات خارج حدودها، وقد تضمنت تقديم آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، التي تم إيصالها عبر مختلف الوسائل الجوية والبرية والبحرية.

حيث جرى تسيير عشرات الطائرات والسفن ومئات شاحنات النقل البرية، وتم إقامة مستشفيات عائمة، ومحطات تحلية مياه، وإقامة مستشفيات ميدانية، وإرسال طواقم طبية متخصصة، وتوفير خيام ومساكن متنقلة لإيواء النازحين، وغير ذلك.

وللتكيف مع الظروف الطارئة، وضمان استمرار تقديم هذه المساعدات، جاءت مبادرة «طيور الخير» للإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية، والتي استهدفت المناطق التي يصعب الوصول إليها براً، لا سيما في شمالي قطاع غزة.

وتم استخدام تقنيات دقيقة، من خلال صناديق موجهة بتقنية GPS، لضمان دقة الإنزال وسرعة إيصال المساعدات إلى مواقعها المستهدفة، وفي الوقت المناسب، بما يعكس حرص دولة الإمارات على تجاوز المعوقات الميدانية، وتبنّي حلول عملية، تواكب تطورات الوضع الإنساني، حرصاً منها على ألا يُحرم أي محتاج من حقه في المساعدة، مهما كانت الظروف والعوائق.

وفي هذا الصدد، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: سنواصل إيصال الدعم الإغاثي إلى من هم في أمسّ الحاجة، براً وجواً وبحراً.

إن هذه الجهود الإماراتية الحثيثة لإغاثة أهل غزة، تجسد التزامها الأخلاقي والحضاري بدعم أشقائها ومساندتهم، وهو نهج إماراتي راسخ منذ قيام هذه الدولة المباركة على يد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أعلى من قيمة العمل الإنساني والإغاثي.

وجعل مساندة الأشقاء ركيزة وطنية مستدامة، وعلى هذا النهج الساطع، سارت القيادة الحكيمة، فكانت خير سند لأشقائها في الملمات، تداوي جراحهم، وتساعد محتاجهم، وتعين المتضررين منهم، وتبحث عن كل وسيلة ممكنة لرفع المعاناة عنهم، ومساندتهم في الخروج من أزماتهم، وإعانتهم على المضي قدماً في طريق الاستقرار والازدهار.

وبجانب دورها الإغاثي المشهود في مساندة أهل غزة، لم تتوانَ دولة الإمارات كذلك عن أداء دورها السياسي والإنساني على الساحة الدولية، إذ حرصت في كافة المحافل، على التأكيد على ضرورة وقف الحرب التي يتعرضون لها، وحماية المدنيين.

وتوفير ممرات إنسانية آمنة، والسماح بوصول المساعدات إلى داخل غزة دون عوائق، كما تواصل الدولة جهودها الدبلوماسية الحثيثة، للدفع باتجاه حلول عادلة ومستدامة، تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، وتنهي معاناته المريرة.

لقد بقيت غزة حاضرة في القلب الإماراتي، عبر كل وسيلة ممكنة للتخفيف عنهم ورفع معاناتهم، سواء عبر الجهود الإغاثية أو الدبلوماسية، وها هي دولة الإمارات تمضي بكل ما تستطيع، مذكرة المجتمع الدولي بضرورة أداء دوره المنشود لإنهاء هذه الحرب المستعرة، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، لتنتهي بإذن الله تعالى فصول هذه المأساة الإنسانية المؤلمة.