بدأت البروتوكولات منذ فجر التاريخ، ومن أشهرها تحريم تعريض حياة مبعوثي الدول للخطر.. فمن يحمل رسالة زعيم دولة مهما كانت قاسية تعارف البشر منذ القدم أن يُحمى هذا الشخص حتى يغادر أسوار المدينة.
فهناك مسارات علاجية عندما يسمعها طبيب في آخر رقعة جغرافية في العالم يدرك تماماً لماذا يتصرف طبيب كويتي أو إماراتي بهذه الطريقة.. لأنه ببساطة يتبع بروتوكولاً طبياً معيناً قبل الانتقال إلى آخر.
غير أن أشهر حوادث هفوات البروتوكولات التي يذكرها الناس تدور حول ميادين السياسة.. ففي إحدى زياراتها الرسمية لبريطانيا، أمسكت السيدة الأمريكية الأولى، ميشيل أوباما، يد الملكة إليزابيث ثم احتضنتها بطريقة عفوية أمريكية.
لكنها تجاوزت بذلك البروتوكول الملكي. وعندما هبطت طائرة الرئيس أوباما لوحظ عدم وجود السجاد الأحمر للطائرة الرئاسية وسلم الطائرة المناسب كما جرت قواعد البروتوكول، الأمر الذي أحدث ضجة إعلامية حيث أُعتبر تقليلاً من شأن الضيف.
من هنا اعتبرت اتفاقية فيينا عام 1961 المرجع الأساسي للبروتوكول الدبلوماسي ففيها تتحدد مزايا الحصانة وأسبقية الشخصيات الرسمية، وحقوق البعثات الدبلوماسية وغيرها.
وذلك حينما بقي في منصة التتويج لوقت أطول مما هو المطلوب منه، اللاعب مارك كوكوريا قال إنهم تلقوا تعليمات بروتوكولية بعدم رفع الكأس قبل مغادرة الرئيس الأمريكي للمنصة، غير أن ترامب بقي لفترة أطول، فحار الفريق بين التعليمات وما يجب عليهم فعله، ومما أثار قلق قائد الفريق أكثر أنه كان يظن أنه قد يكون هدفاً لقناصين حسب تعبيره!
والبروتوكول يختلف عن اللياقة etiquette، حيث الثانية تدور حول الآداب العامة، بينما تتعلق الأولى بترتيبات رسمية مرتبطة بالسلطة والمكانة والمهنة. وتتعاظم أهمية وجود البروتوكولات في وقت تتنامى فيها الأحداث وتتشعب ما يوجب فهم البروتوكولات وتطويرها بين حين وآخر.