تختلف حاجاتنا النفسية ومتطلباتنا الداخلية، وتتغير بتغير الحياة والظروف والحاجات، البعض منا يريد الاحترام والتقدير وسماع كلمة الشكر والتقدير، والبعض من الناس حاجتهم تتمثل في الجانب المالي والمادي، وآخرون تفرحهم الابتسامة والثناء وكلمات المديح، ولكن في محيط الحياة نلاحظ أن البعض منا يعاني من التقصير في موضوع الاهتمام بالآخرين من حولنا في جميع مجالات الحياة.

نحن لا نشيد بالآخرين ولا نمتدح ما يقدمونه لنا من الخدمات، نحن بحاجة أن نشكر أسرنا وأطفالنا والآخرين من حولنا، ماذا لو شكرنا عمال النظافة والبناء والزراعة في الشوارع وغيرهم، ونمتدح عملهم ونوجه لهم الشكر والتقدير على ما يفعلونه بكل حب ونسألهم عن أحوالهم؟ ماذا لو اجتمعنا مع موظفينا كل أسبوع أو أسبوعين ووجهنا لهم الشكر والتقدير بشكل مباشر؟ ماذا لو وجهنا التقدير لأمهاتنا وشقيقاتنا وخالاتنا وعماتنا على رعايتهن لنا وحبهن لنا وتربيتهن واهتمامهن، البعض يفتقد ثقافة الشكر والامتنان، دعونا نقدم الكلمة الطيبة للآخرين من حولنا، بالكلمات والأحاسيس والابتسامات والشعور والحب والهدايا البسيطة، فبالمدح والشكر سوف يزيد حماسهم وإخلاصهم في عملهم المضني المتعب المرهق.

البعض يتوقع أن التحفيز والشكر والامتنان والتشجيع مقصور على فئة عمرية محددة، ولكن التشجيع الإيجابي نحتاجه بين وقت وآخر، كلنا بحاجة لدفعة من كلمات التحفيز، وأن نسمع الثناء والإعجاب بما نقدمه من عمل حتى وإن كانت أعمالنا متواضعة في نظر الآخرين، إننا بحاجة أن نسمع الشكر والتعبير عن الإعجاب بما نقدمه من عمل وجهد، في المنزل والعمل وبين الأهل والأصدقاء، النتائج سوف تكون مذهلة.

أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يغرسون مشاعر الشكر والعرفان في الآخرين يكونون أكثر سعادة وصحة من غيرهم.. ببساطة ثقافة الشكر والامتنان أقوى وأفضل وسيلة لصحة جيدة. يقول الكاتب زيغ زيغلر: «الامتنان هو أروع العواطف البشرية، وكلما كنت تُعرب عن امتنانك لما لديك، زادت احتمالية امتلاكك المزيد».