كثيرة هي المواقف التي تمر علينا نتيجة لتعاملنا مع الآخرين، إنني أعتبرها فرصة للتعلم واكتساب الخبرات في التعامل مع الناس، إن فن التعامل الاجتماعي يحتاج منك الصبر والذكاء في العلاقات الاجتماعية، لا يمكنك أن تكون صريحاً مع صديقك وتخبره بأنه مخطئ أمام الناس وتضعه في مواقف محرجة ثم تطلب منه أن يقف في صفك، لا تنسى بأنك قد وجهت إليه ضربة لكرامته واعتزازه بنفسه وجرحت مشاعره وكبرياءه، إذا أردت إثبات أنك الأذكى في جميع المجالس التي تجمعها مع أصدقائك فالأفضل أن تتصرف معهم بلباقة وكياسة وذكاء وصمت ودون أن تعلن ذلك.

البعض يشارك أصدقاءه كل شيء، يعطيهم دون حساب، ظناً منهم أن هذا الأمر سوف يجعلهم يتعاملون معه بنفس شعوره وإحساسه وصدقه، الكثير من الأخطاء التي نرتكبها عندما نتعامل مع الجميع بنفس الدرجة والاهتمام والشعور والمحبة والرعاية والصدق والأسلوب، عندما نفتح قلوبنا ونتعامل بنفس الصدق والحب وربما بالحدة أو القسوة، وننسى في أغلب الوقت أن الجميع ليسوا على درجة واحدة من الحب والاحترام والعطاء والصداقة مهما كانت درجة قربهم، فالمبالغة في الحفاوة والتقدير قد تفهم بطريقة مختلفة وقد تسبب نوعاً من الحساسية.

لا تعطي أحداً أكثر من حقه، فالنبات يموت من كثرة الماء، ربما نحتاج أن نكون متوازنين في كل شيء، في تعاملاتنا ولطفنا ومحبتنا واحترامنا وقربنا من الآخرين، في عطائنا وكلماتنا وحتى تقديرنا لهم، الكثير من الصداقات تحولت لعداوات والسبب عدم فهم مثل هذه العلاقات الاجتماعية.

ربما نحتاج إلى تعلم فن التعامل الاجتماعي في حياتنا اليومية حتى نتلافى الكثير من المصاعب والمصائب والكثير من الخسارات، تقول الممثلة الأمريكية، الين دي جينيريس: «في بعض الأحيان لا يمكنك رؤية نفسك بوضوح، إلا من خلال الطريقة التي يراك بها الآخرون».

إن الحياة تتطلب منا أن نتعلم كيف نحافظ على علاقاتنا بكل صدق ووضوح ومكاشفة ودون مواربة، فالعلاقات القائمة على أسس سليمة صحيحة تبقى وتسمو وتستمر، أما المجاملات والكذب والتستر خلف شعار الصداقة كلها لا معنى لها، فسرعان ما تتحول العلاقات إلى حرب باردة مع أول مشكلة بسيطة قد تصيبها، أتوقع أننا بحاجة إلى فهم الآخرين وطريقة للتعامل معهم، مثل المثل القديم الذي يقول: «اصحب الناس كما تصحب النار، خذ منفعتها واحذر أن تحترق».