في يوم السعادة العالمي، نتطرق إلى هذه الكلمة السحرية التي يبحث عنها الجميع بشكل مستمر، ونسأل أنفسنا، ما هو مفهوم السعادة بالنسبة إلينا؟ هل هو شعور، أم شيء نبحث عنه، أم نتيجة مرضية ننتظرها لعمل، وحياة، وفرص، ووظيفة؟

لو نظرنا للسعادة بهذا التفسير فإنه من الطبيعي ألا يكون لها تواجد، وألا نشعر بها، إن السعادة تكون بالإحساس والعواطف وتقدير النعم، بالعطاء والمحبة ومساعدة الآخرين، كل تلك المعاني التي نتحدث عنها موجودة بالقرب منا، فعل صغير تقوم به قد تكون له آثار عميقة ونتيجة إيجابية، إذاً السعادة بقربنا، ولكن الأغلبية لا يعرفون كيف يستغلونها ولا كيف يشعرون بها.

وكما قال الروائي الشهير تولستوي: إننا نبحث عن السعادة غالباً وهي قريبة منا، كما نبحث في كثير من الأحيان عن النظارة وهي فوق عيوننا.

هذه هي السعادة، قد تكون معك وبين يديك وأنت تتطلع إلى الآخرين، السعادة بنجاحك، بصدقك، بطيبتك، بأخلاقك ونبلك وتسامحك وكرمك وتعاطفك، وإيثارك وعطائك لمجتمعك وأسرتك وأطفالك وزوجتك وناسك وأهلك. السعادة بالقيام بواجباتك الوطنية، باحترامك لوطنك ومحبتك له، بالحرص على القيام بواجباتك الوظيفية، السعادة أن نساعد المحتاجين بالصدقات، وأن نعين الأصدقاء ونقف مع بعضنا البعض، عن النعمان بن بشير قال: قال رسول اللّه صلى اللَّه عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

السعادة تكون بجميع الأفعال والممارسات الجميلة المعبرة، إنها محاولاتك لبث الفرحة والسعادة والبهجة في قلوب محبيك، السعادة في محاولاتك الدؤوبة في نقل علمك وخبرتك وتجاربك في الحياة لمن هم بحاجة للمساعدة والتوجيه، هذه الأفعال هي التي سوف تجلب السعادة لك. 

السعادة تنبع من الداخل، تستطيع الوصول لها عندما تنظر للحياة بنظرة إيجابية ومتفائلة، لأنه بالرضا والثقة والاعتماد على الله تكون البهجة، وتعم السعادة.

وهذه مهمة ليست سهلة، يقول مونتي بايثون: «انظر دائماً إلى الجانب المشرق من الحياة». لا تخلو الحياة من المنغصات، فمن غير المعقول أن يعيش الإنسان سعيداً طوال الوقت، ولا بد أن يتعرض لمواقف تقوده إلى الحزن أو الضيق والحسرة، ولكن هذا لا يعني أن يبقى أسيراً لتلك المشاعر السلبية، وأن يرهن نفسه للاكتئاب، بل يبحث عن مصادر السعادة، وهي كثيرة، وقريبة منا. كونوا ممن يعملون على تغذية أنفسهم بالمشاعر المبهجة والمتفائلة.