الراحل محمد متولي الشعراوي، رحمه الله، يقول: «لا تستخدم فمك إلا في شيئين الابتسامة والصمت، الابتسامة: لإنهاء مشكلة والصمت: لعبور مشكلة».

إن الصمت قيمة إنسانية وفضيلة نحتاجها في كثير من المواقف التي تكون مشحونة أحياناً بالغضب والحدة في الكلام والنقاش، وقد يدفعك البعض للحديث والكلام حتى يغضبوك ويثيروا أعصابك، ولكن قد نحتاج فعلاً للتدريب على تعلم فنون الصمت، لأنها ممارسة تحتاج لجهد وقوة شخصية.

جميعنا قد نصادف في مناسبات عامة وخاصة، مختلف الشخصيات تتحدث في مواضيع منوعة سواء في الرياضة، الاقتصاد، المال، الفن وربما السياسة والتجارة وغيرها، وربما أحياناً قد يتطرق الحديث إلى عيوب الآخرين، فمنهم من يمتدح ومنهم من يذم وقس على هذا الحال أو هذه الصورة الكثير من النماذج الأخرى، وقد يجرّونك لمثل هذه الأحاديث التي لا قيمة لها سوى استفزازك والاصطدام معك؛ لذلك قد نتساءل كيف نعتزلهم ونبتعد عنهم خصوصاً مثل تلك المشاكل التي قد تتفاقم في الجلسات وقد تصل إلى المشادات والصراعات والأصوات العالية، ربما الحل في تعلم كيفية التعامل مع الآخرين، فهناك إرشادات وتعليمات عديدة حول آداب الحديث والحث على الصمت، فكثرة الحديث لا تعني أن الناس ستنظر إليك أو تجعلهم يهتمون بشخصيتك بل قد تكون النتائج عكسية. 

نعم، إن الصمت مهم جداً لمعرفة الحقيقة، وهناك قصة لراهبتين كانتا تتجادلان طويلاً، أيهما الذي يتحرك، الراية أم الهواء؟ فقال لهما المعلم: لا الراية ولا الهواء، ذهنكما هو الذي يتحرك.

أيضاً الفيلسوف وومن كوان، الذي لقب بفيلسوف الصمت كان يقول: «في الربيع زهور، وفي الخريف القمر، وفي الصيف نسيم منعش، وفي الشتاء الثلج، إذا لم يكن ذهنك مثقلاً بخليط تافه تنفتح الحياة أمامك رائعة».

إننا بحاجة لفضيلة البسمة وتقدير قيمة الصمت حتى نصفي أذهاننا ونستطيع الحكم على الأمور وتقديرها، كم نحن بحاجة أن نستبدل الحديث والكلام بالكثير من إجابات الصمت مع ابتسامة خفيفة، لتكون خير رد ومعنى.