يولد الطفل ويكبر وأثناء تلك المراحل يمر بالعديد من التجارب والخبرات حتى يصل للنضج والابتكار والإنتاج وهكذا، فالمجتمعات تماماً تبدأ بنفس هذه الوضعية فهي تنشأ وتكبر وتكتسب العلم والخبرات والمعارف المتنوعة وتدخل في مرحلة التجديد المستمر. إن المجتمعات تتبدل وتتجدد بفضل خبرات الأفراد فتأتي أجيال جديدة، وهكذا تستمر الحياة؛ فالإنسان يترك إرثه حتى يتم الاستفادة منه، والمجتمعات تعلو بالعلم والخبرات والمعارف لهذا فإن منحت للأفراد فرصة الإنتاج والعمل سوف تنعكس على مفاصل حياتهم، فالمجتمعات لا تنهض إلا بقوة المعرفة والقراءة.
وللقراءة أهمية كبيرة في تطور العقل والتفكير والإبداع وزيادة التفوق، وبالفعل هناك قليلون من يركزون على موضوع القراءة والاهتمام به، ولكن هناك الكثير ممن يمضي ساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون أو على مواقع التواصل الاجتماعي، يستقي معلومات لا أهمية لها وقد تكون خاطئة ويهمل قراءة الكتب القيمة التي تخص عظماء التاريخ من الفلاسفة والباحثين والمؤلفين ونحوهم الذين أدركوا معنى الكتاب وأهمية القراءة، فهذا هو الفيلسوف الفرنسي جوبير، يقول: «يُخصِبُ ذهنك ويشُقُ أمامكَ جديدَ الآفاق عندما تنكبُ على قراءة الكتب». أما تريستان، فيقول: «ما أعظمَ الكتاب إنه عصارة الفكر ونتاج العلم وخلاصة الفهم ودوحة التجارب وهو عطية القرائح وثمرة العبقريات». وكتبت الروائية الأمريكية والتي كانت هيريت ستو: «الكتب نوافذ تشرف منها النَّفس على عالم الخيال فبيتُ بلا كتب كمخدعٍ بلا نوافذ».
الإمارات، كعادتها، تقدم المبادرات لا سيما مبادرة القراءة، فهي مفتاح لكل معضلة، ومشكلة القراءة تقود للتفوق والنجاح في مجالات الحياة.. لقد خرجت الإمارات عن المثاليات والشعارات والكلمات الرنانة، فوضعت برامج متكاملة تستهدف تنمية القراءة، لقد تحولت الإمارات لساحة كبيرة من الورش والندوات والمحاضرات والبرامج التي استهدفت الأفراد والأشخاص والأطفال والموظفين والمعلمين والكتاب وغيرهم.. لقد تم الإعلان عن قانون القراءة، وهو قانون طموح يستهدف دعم الجهود التي تستهدف القراءة وبرامجها وما تحتاجه من وسائل وجهود متنوعة ومختلفة من عدة جهات سواء حكومية أو من القطاع الخاص، لقد استهدف القانون المدارس على مختلف مراحلها، والموظفين في كل القطاعات العامة والخاصة، لقد دعم هذا القانون حركة التأليف والنشر، لقد جاء هذا القانون حتى يدعم مفاصل المجتمع، ويعزز القراءة ويجعلها واقعاً حياتياً مستمراً في العمل والمنزل والشارع، وتكون ثقافة عامة، بقوة القانون، وهنا الطموح والتفرد والتميز.
نصيحة.. اقرأوا وامتلكوا المعرفة فهي مفتاح السعادة والراحة وسر النجاح والانطلاق.