لا يوجد لدينا أهمية كبيرة بالطب النفسي، ولا وعي بضرورة الاهتمام بالرعاية الصحية النفسية، وربما التركيز الأكبر في جميع المجتمعات على الطب الجسدي، ولكن نظرة للحياة المعاصرة التي تسببت بالكثير من الضغوط والمشاكل النفسية لدى الكثيرين منا، نجد أن هناك حاجة ملحة لهذا النوع من العلاج، فهؤلاء ممن يعانون بصمت، ويحتاجون للنصيحة والإرشاد والتوجيه والرعاية، لا بد أن تتوفر لديهم هذه العلاجات، ولكن لا تزال الصورة مشوهة لدينا بالنسبة للطب والطبيب النفسي، وفيها الكثير من الارتباك، وعدم الوضوح والظنون، فكل من يطلب العلاج النفسي، فهو مجنون وغير واعٍ، ولكن نظرة عامة للطب النفسي، أتوقع نحتاج لفهم آلية وعمل العيادة النفسية، وأهمية مراجعة الطبيب النفسي عند الشعور بأية أعراض قد تعوق حياتنا اليومية، لا بد أن نفرق بين الأمراض العضوية الجسدية والمرض النفسي.
ولكن بعض الآلام الجسدية مرتبطة بالآلام النفسية، ومعرفة الإصابة بالمرض النفسي، قد يقود لحل هذه المشاكل، وإيجاد العلاج، فالطبيب يستطيع عن طريق التقييم والتشخيص، علاج مثل تلك الحالات، وتخليص المريض من الأوجاع المزمنة، عن طريق الأدوية النفسية التي يمكن أن تحدث فرقاً في حياتنا.
إننا بحاجة لتوعية الناس من الخداع والخزعبلات والدجل المنتشرة في عالمنا العربي، تلك الحيل التي تفاقم من الأمراض، وتخدع الناس بإمكانية شفائهم، وكلها تصب في الحصول على الأموال واكتسابها بطرق غير شرعية، مستغلين جهل الكثيرين، إذا نحتاج أن نسلط الضوء على الأمراض النفسية، فهناك كثيرون بيننا من يعانون منه، فمنهم من تتفلت أعصابه ويغضب بسرعة، وهناك من يعاني من الخوف المرضي وعدم الثقة في الآخرين، وهناك من هو مريض بعدم التصديق، خاصة لمن هم قربه، أو منهم من يعانون من الشك المرضي، وهناك من هو مريض بالأنا، وأيضاً يوجد من هو مريض بحب التملّك والسيطرة.. وغيرهم، كثيرون يعانون من أمراض نفسية، كثيرة تلك الأمراض، لو استمرت دون علاج، قد يكون أثرها كارثياً في الأسرة والمجتمع، ولكن علاجها بسيط، وهو زيارة الطبيب النفسي، ولكن قبل العلاج، يجب الوعي والمعرفة بأهمية الطب النفسي في مواجهة ضغوطات الحياة.