ما أجمل صداقات الطفولة، تلك الصداقات التي نبعت من عمق الفرح والسعادة والبراءة والتنافس العفوي في ساحات المدرسة.. كثيراً ما يعود بنا الحنين فنكرر تلك الجملة؛ إن أجمل صداقات الطفولة تلك اللحظات التي تشابكت بها أيدينا مع أصدقاء طفولتنا؛ في ساحة المدرسة والمكتبة وقاعات الدروس كلها مراحل لا تنسى، فكم من أحد جمعته الحياة بإنسان عاشره ورافقه وصار أكثر من أخ! في كل مرحلة هناك كم كبير من الذكريات التي تنمو معاً، في كل مرحلة دراسية نعيشها نتذكر رفاقنا الذين كنا معهم، فالصداقات التي تتكون في الطفولة تترك أثراً في النفس فليس هناك من ينسى الرحلات المدرسية والألعاب الرياضة فالطفل يميل للأصدقاء الذين ربطتهم به علاقة قوية، ودائماً ما يسعون للالتقاء بأصدقائهم من أيام الطفولة لاسترجاع الذكريات.
هناك دراسة أمريكية جديدة تؤكد أن صداقات الطفولة مفيدة للصحة وخاصة في مرحلة البلوغ، وتوصلت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة تكساس للتكنولوجيا ونشرت في دورية «سيكولوجيكال ساينس» إلى أن سماح الآباء والأمهات لأطفالهم بقضاء المزيد من الوقت مع أصدقائهم قد يساعدهم على البقاء بصحة جيدة في مرحلة البلوغ.
ولكن مع الوقت والحياة المتغيرة كل واحد منا يتجه لحياته وأهدافه وقيمه؛ فتبدأ عند بعضهم مشاحنات مع رفاقه والسبب بسيط اختلاف في الأفكار، وتباين الاهتمامات والقرارات فيحدث صدام يؤدي إلى الفراق أحياناً، نتساءل هل تستحق تلك المبررات، إنهاء صداقة الطفولة النقية؟ لكن قد نلتمس ظروف الحياة ومشاغلها وتغيراتها؛ من دون شك قد تنصدم من تصرفات بعضهم ممن كنت معهم وشاركتهم الكثير من حياتك أنهم قد تغيروا وانسحبوا من حياتك من دون أن يعطوك ويخبروك بالأسباب.. ولذا نصيحة من القلب لا تضغط على أصدقائك للعودة إليك ولكن احتفظ بذكريات الطفولة فعلى الأقل تشعرك بأنك قد عشت بصحة وسعادة.