في نهاية كل عام، يتكرر موضوع الحديث عن الأهداف، ووضع الخطط، والسعي نحو تحقيقها، وكيفية العمل عليها، لا سيما أنه موضوع حيوي وثقافة، للأسف، غير منتشرة على نطاق واسع، ولكن هناك الكثيرون ممن قادتهم طموحاتهم لوضع رؤية واضحة لخططهم، والسير نحوها بكل صرامة وجدية، وبالفعل، مع الوقت أصبح البعض يملك مهارة عالية في تحقيقها، ولكنني أرى ضرورة التحديث على الأهداف، وإدخال جوانب جديدة على حياتهم الشخصية، ومسيرتهم المهنية، وخاصة مع كل هذه التكنولوجيا والتطورات المتوالية، وعدم الاكتفاء بما تم إنجازه، لا بد من التطلع للنجاح والتفوق والانطلاق نحو التجديد للأفضل. 

هناك أهمية في تحديد الأهداف أيضاً لدى الأطفال، وتشجيعهم منذ الصغر على أحلامهم، والسعي نحو تحقيقها، على سبيل المثال، ماذا سوف يصبح الطفل في المستقبل؟ حتماً سوف تجد إجابات مختلفة، فمنهم من يرغب أن يصبح طياراً أو مهندساً أو عالم فضاء أو طبيباً، وغيرها من الأمنيات والأحلام الجميلة، وكلها لن تصقل إلا بدعمها من قبل أولياء الأمور، فهذه الأحلام والأمنيات والتطلعات للمستقبل، لا بد من جعلها محوراً لحياة الطفل، ترتكز عليها دراسته وألعابه، وحثه على ممارسة هوايته، وأهميتها للمستقبل، إن هذه الأمنيات هي عبارة عن هدف أو أهداف مبكرة، وأولوية لدى الطفل، يمكن أن تتحول إلى أهداف حقيقية، يكبر عليها حتى يحققها مستقبلاً. 

الأهداف لها أثر كبير في حياتنا، وقيمة، فبدونها يبقى الإنسان بدون غاية ولا مقصد ولا طريق محدد يمكنه السير عليه.. الأديب وليام شكسبير يقول: «إذا لم يكن لديك هدف، فاجعل هدفك الأول، إيجاد واحد».

إن تحدي الأهداف، يجعلنا نعرف طريقنا، فتصبح واضحة، ويمكن إنجازها بسهولة. الكاتب الأمريكي روبرت شولر، يؤكد ذلك حين يقول: «ليست الأهداف ضرورية لتحفيزنا فحسب، بل هي أساسية فعلاً لبقائنا على قيد الحياة. الإنسان بمجرد أن يحدد لنفسه هدفاً واضحاً، تقفز إمكاناتـه قفزة إلى الأعلى، ويزداد نشاطه، ويتيقظ عقله، وتتحرك دافعيته، وتتولد لديه الأفكار التي تخدم أغراضه».

بما أنك على أبواب العام الجديد، اجعل نظرتك إلى المستقبل واضحة، وأهدافك محددة نصب عينيك، وتوجّه نحوها بحيوية واهتمام وإصرار، ولا تنسَ أن تحولها لثقافة ونمط حياة.