تواجه معظم دول مجلس التعاون الخليجي تحديات عديدة في قطاع المياه على صعيد نطاق ووتيرة ومستوى الاستثمارات في هذا المجال، لذا، فقد حان الوقت لزيادة الاعتماد على حلول ذكية لإدارة المياه.
وأشار تقرير صادر عن شركة برايس ووتر هاوس كوبرز إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تعد من أكثر مناطق العالم تحضراً، إذ يعيش اليوم 85% من سكانها في المدن، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم ليصل إلى 90% بحلول عام 2050، وهو ما يفرض ضغطاً متزايداً على شركات المرافق العامة من أجل تطوير وزيادة البنى التحتية، سواء على صعيد الطاقة أو المياه، وذلك تلبية لاحتياجات الأعداد المتزايدة من السكان، واستيفاء لمتطلبات القطاع. كما لا بد أن يترافق هذا بالتركيز الشديد على استدامة مصادر الطاقة والمياه ومكافحة التغير المناخي.
وبالعمل على تحقيق رؤية الإمارات 2021، التي تشكل الاستدامة إحدى ركائزها، تقود حكومة الإمارات جهوداً حثيثة لإعادة استخدام كامل مياه الصرف الصحي بحلول عام 2020.
والسبب الرئيسي لفقدان المياه يكمن في هياكل البنى التحتية القديمة والمتهالكة، التي تسبب تسرب المياه وانفجار الأنابيب، ما يفاقم مشكلة هدر المياه في منطقة غير مؤهلة لتحمل نتائج هذه المشاكل، وهذا ما يؤكد الحاجة إلى اعتماد استراتيجية شبكات المياه الذكية. وتساعد هذه الشبكات مرافق المياه في تحدي تأمين موارد المياه الثمينة، كما تتيح لها جمع البيانات الدقيقة التي تحتاج إليها.
وتتم معالجة هذه البيانات اعتماداً على أساليب التحليل المتقدمة، التي تسمح باستخلاص بيانات قيمة، من شأنها الإسهام في الحفاظ على الشبكات، والحد من تسرب المياه، بالإضافة إلى خفض نفقات صيانة الشبكات وإطالة عمرها. كما تساعد هذه البيانات على التقليل من هدر المياه، وبالتالي حماية البيئة والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
وهكذا، فإن وضع إطار عمل شامل لإدارة المياه بشكل فاعل يستدعي أخذ العديد من العوامل في عين الاعتبار، مثل تأمين رأس المال الكافي، لتعزيز الإمدادات وإتقان تكنولوجيا المياه المتقدمة، إضافة إلى تأمين موارد موثوقة والتقليل من الآثار السلبية، التي تخلفها مشاريع تحلية المياه على البيئة، ومن أهم الفوائد لاعتماد حلول المياه الذكية المتكاملة:
- خفض مستوى التسرب إلى أدنى حد وإدارة ضغط المياه: كشفت ثلث شركات المياه في العالم عن تسجيل فاقد في المياه النظيفة بنسبة تتخطى 40% بسبب التسرب. ولا شك في أن الدقة في تحديد مواقع التآكل، التي قد تؤدي إلى تسرب المياه أو رصد تسرّب فعلي في الشبكة مهما بلغ حجمه يُعتبر أمراً محورياً في التقليل من ضياع هذا المورد الثمين.
- تعزيز الكفاءة التشغيلية والصيانة: تمكن البيانات الحساسة، التي يؤمنها حل شبكات المياه الذكية المتكامل من تنفيذ العمليات عن بعد، وبالتالي أتمتة المهام المرتبطة بأعمال الصيانة الروتينية، وتشغيل نظام توزيع المياه، ما يؤدي إلى تعزيز الكفاءة الإجمالية.
- رفع مستوى الدقة: تساعد عدادات المياه الذكية في تحسين القياسات والدقة وتواتر جمع البيانات، كما أن الاعتماد على تحليلات البيانات المشتركة لكشف وتحديد مواقع التسرب بدقة، يتيح مقارنة مختلف مجموعات البيانات والتحقق منها لاستبعاد الإنذارات الكاذبة.
- الحد من استهلاك الطاقة: يساعد الجمع المنتظم للبيانات الدقيقة شركات المرافق العامة في تعزيز توازن المياه، وهذا ما يسمح لها بتأمين الطلب على المياه بدقة أكبر، وبالتالي إنتاج وضخ الكميات المطلوبة دون هدر، ما يقلص استهلاك الطاقة في محطات المياه.
- تحسين جودة المياه والتنبؤ بحجم الطلب: تحمل سلامة العملاء أهمية قصوى، ولهذا لا بد من جمع المعلومات الصحية الدقيقة من المياه. وهنا يمكن للبيانات التي تجمعها شبكة المياه الذكية أن تسمح لشركات مرافق المياه بالإشراف على شبكاتها في الوقت الفعلي، بالإضافة إلى كشف المستويات غير الطبيعية من أية جزئيات غير مرغوب بها، والحفاظ على درجة الحرارة المثلى، للحد من التلوث الجرثومي، علماً بأن هذا يعد أمراً في غاية الأهمية، للحفاظ على الصحة العامة.
وفي حال تم دمج البيانات والتحليلات في المؤسسة، يمكن الاستفادة من البيانات لاتخاذ قرارات أفضل، ما يعني تعزيز كفاءة العمليات والتصدي لشح المياه الذي تواجهه المنطقة، لذا فقد آن الأوان لاعتماد الحلول الذكية في إدارة المياه.
* المدير الإقليمي لشركة سينسوس العلامة التجارية التابعة لشركة زايلم