التغريدة، التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من هانوي مؤخراً كانت قوية جداً، وتمثل شتائم ساخرة لرسائل حديثة من حكومة كوريا الشمالية وصفت ترامب بالرجل العجوز.
وكتب ترامب في تغريدته على موقع تويتر قائلاً: «لماذا يحاول كيم أونغ جون إهانتي من خلال إطلاق لقب عجوز عليّ، في الوقت الذي لم ألقبه بالرجل القصير والبدين؟ إنني أبذل ما بوسعي أن أكون صديقاً له، وربما سيحدث ذلك يوماً ما».
وتمثل هذه الرسالة تصعيداً شخصياً غير عادي للاضطراب الحاصل بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، بشأن برنامج الأسلحة لبيونغيانغ. كما تمثل علامة أخرى على التغير في البلاغة المستخدمة الموجهة إلى كوريا الشمالية منذ تسلم ترامب مقاليد الحكم. وعلى الرغم من معرفة أن حكومة كوريا الشمالية معروفة منذ أمد طويل بتوجيه شتائم معادية لزعماء العالم قاطبة، إلا أنه نادراً ما كانت تلقى استجابة مماثلة من جانبهم.
وبالطبع فإن ترامب ليس بزعيم عالمي عادي، فهو مستخدم مشاكس للوسائط الاجتماعية، ويرغب غالباً باستخدام كلماته الخشنة عندما يشعر أنه تعرض للانتقاد. وكما قالت المتحدثة باسم زوجته ميلانيا ترامب في مطلع هذا العام، فإن ترامب «عندما يتعرض للهجوم، فسيرد بصورة أقوى بـ 10 مرات».
ومن غير الواضح ما إذا كانت غريزته بالرد وجهوده الشخصية ستساعده بالتحول إلى صديق شخصي لكيم مستقبلاً، أو تعرض كليهما للضرر.
ورسالة كوريا الشمالية التي أثارت غضب ترامب أصدرتها وزارة الخارجية الكورية الشمالية مؤخراً، ووصفت جولة الرئيس الأميركي الآسيوية والتي دامت 12 يوماً، بأنها «مواجهة مثيرة للحرب مع البلاد، وتحاول التخلص من رادعنا النووي للدفاع عن النفس». وانتقد البيان أيضاً «التصريحات المتهورة التي أطلقها عجوز يعاني من الخرف مثل ترامب، ولن تخيفنا أبداً أو توقف تقدمنا».
وقد أهانت حكومة كوريا الشمالية ترامب شخصياً في العديد من المرات، ووصفت وسائل إعلامها الحكومية ترامب بأوصاف غير لائقة، بما فيها الاستخدام الذي لا ينسى لكلمة «خرف» في سبتمبر الماضي وكذلك كلمة «مجنون حرب».
وجاءت هذه الشتائم في وقت بلغ فيه التوتر ذروته بين واشنطن وبيونغيانغ. ومضت كوريا الشمالية قدماً في برنامج أسلحتها النووية في غضون الأشهر القليلة الماضية، وقد أجرت تجارب على عدد من الصواريخ طويلة المدى، علاوة على تجربة نووية، منذ تولي ترامب مقاليد الرئاسة.
وقد تباين وصف ترامب للزعيم الحالي لكوريا الشمالية، وكان إيجابياً في بعض الأوقات، ووصفه في أبريل الماضي بأنه «إنسان حاذق ورائع من نوع خاص»، لكن التوتر تصاعد مع بيونغيانغ، كما تصاعدت البلاغة اللغوية للرئيس الأميركي، فوصف كيم بأنه «رجل صاروخي صغير»، وحذر من أنه سيرد بالنار والغضب إذا تواصلت تهديدات كوريا الشمالية، وهو بيان ربما يعكس من دون قصد الحملة الدعائية لكوريا الشمالية.
وخشي البعض من استخدام ترامب لغة شخصية مشابهة وغاضبة أثناء وجوده في كوريا الجنوبية ،ما سيثير غضب بيونغيانغ. وعلى الرغم من خطابه الانتقادي أمام الجمعية الوطنية لكوريا الجنوبية، إلا أنه كان أقل تفجراً وأكثر تنميقاً من بياناته السابقة.
وقد أعد الخطاب بعناية فائقة بمساعدة أعضاء إدارته، غير أنه يعرف عن ترامب أنه مغرد مندفع على «تويتر».
والأنكى من ذلك، أن الشتائم بالنسبة للجانبين ربما تلتقط بعض النقاط الحساسة، فترامب هو أكبر الرؤساء الأميركيين الذين تقلدوا الرئاسة في الولاية الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، ويضاهي سنه ضعف سن رئيس كوريا الشمالية. وفي غضون ذلك يقدر طول كيم بنحو 5 أقدام و7 بوصات، ويشاع أنه يعاني من مشكلات صحية، بسبب وزنه الزائد.
* كاتب صحافي أميركي