كان مشهد استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لأوائل الطلبة المتفوقين في الصف الثاني عشر للعام الدراسي 2024 – 2025 على مستوى الدولة وأولياء أمورهم، مجسداً لحقيقة واضحة وضوح الشمس، وهي مراهنة قيادتنا الرشيدة حفظها الله على التعليم باعتباره بوابة المستقبل لدولة الإمارات.

ولم يترك سموه مجالاً للتحليل واستنباط الخلاصات، بل كان واضحاً في رسالته للطلبة المتفوقين، قائلاً لهم: «إن وطنكم يراهن على جهودكم وتميزكم في خدمته ورفعة شأنه».

وقبل ذلك هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الطلبة الأوائل، ذاكراً أسماءهم فرداً فرداً، ومؤكداً أن هذه الأسماء تستحق أن نفخر بها، وأن هناك مستقبلاً مشرقاً ينتظرهم في الإمارات.

هذا الاحتفاء من أعلى قمة القيادة الرشيدة في دولة الإمارات بأبنائها المتفوقين يرسل رسالة مهمة لأبناء الوطن كافة مفادها أن التفوق والاجتهاد في العمل يسعدان قيادتنا الرشيدة ربما حتى أكثر من المتفوقين أنفسهم، لأن قيادتنا ترى فيهم ثمرة استثمارها طويل الأمد في التعليم والإنسان الإماراتي.

كما يرسل برسالة أخرى عنوانها العريض هو أن التعليم كان ولايزال أولوية رئيسية ضمن أولويات دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة باعتباره الأداة الرئيسية ليس فقط لتنمية الموارد البشرية وتوفير الكوادر الإماراتية المواطنة المؤهلة لقيادة مسيرة التنمية المستقبلية، ولكن أيضاً لترسيخ قيم الانتماء والمواطنة والهوية الإماراتية في نفوس الأجيال الجديدة.

لقد استثمرت الإمارات على مدى عقود طويلة منذ تأسيسها في تطوير المنظومة التعليمية لمواكبة أحدث التطورات العالمية، وتخريج كوادر بشرية قادرة على التكيف مع هذه التطورات، وامتلاك الرؤية لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة للمستقبل المشرق لوطننا الغالي.

وقد أكد صاحب السمو رئيس الدولة خلال استقباله للطلاب المتفوقين هذه الرؤية قائلاً: إن دولة الإمارات تحرص على بناء منظومة تعليمية شاملة تُجسد رؤيتها المستقبلية، وتواكب التطورات المعرفية والتكنولوجية، وتسهم في تعزيز مكانة الدولة التنافسية عالمياً، من خلال كوادر وطنية متسلحة بالعلم، والقيم، والأخلاق النبيلة.

ونتيجة لهذه الرؤية تصدرت دولة الإمارات المركز الأول عربياً والـ6 عالمياً في جودة التعليم قبل الجامعي وفقاً لأحدث المؤشرات العالمية التي نشرها موقع «يو إس نيوز»، كما احتلت المركز الأول عالمياً في قطاع التعليم والتدريب التقني والمهني ضمن مؤشر المعرفة العالمي 2022، وجاءت في المركز الأول عالمياً في 3 من المؤشرات المرتبطة بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (التعليم الجيد).

وعلى مستوى تعزيز دور التعليم في ترسيخ قيم الهوية الوطنية، جاء إعلان دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي، عن إطلاق سياسة جديدة تلزم رياض الأطفال في المدارس الخاصة ومدارس الشراكات التعليمية، بتعليم اللغة العربية بما لا يقل عن 240 دقيقة أسبوعياً، بهدف تعزيز اللغة والهوية والانتماء بدءاً من سنوات التعلم الأولى.

وقبل ذلك أقرت الدولة منهج التربية الأخلاقية لترسيخ القيم الأخلاقية الإماراتية الأصيلة في نفوش النشء.

إن اهتمام قيادتنا الرشيدة بالتعليم، واحتفاءها بالمتفوقين في التعليم، يؤكد أننا في المسار الصحيح لتحقيق رؤية مئوية الإمارات 2071 بأن تكون الإمارات أفضل دولة في العالم.