ما نشهده منذ 96 ساعة، هو مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران، قد تتحول إلى حرب باردة مهدّدة، وإذا انفلتت وتم فيها إلغاء قواعد الاشتباك وإزالة الخطوط الحُمر، فقد تنزلق إلى حرب إقليمية كبرى تتورّط فيها قوى عظمى.

لذلك كله، من مصلحتنا نحن العرب، أن يتم احتواء هذا التوتر العسكري الخطر في أسرع وقت، حتى لا يؤثر أمنياً واقتصادياً وسياسياً على مصالحنا ومصالح شعوبنا.

إنها ثالث جولة صراع عسكري في أقل من 18 شهراً بين إسرائيل وإيران.

إيران في سطور: 89 مليون نسمة تمثل 18 ضعفاً لتعداد سكان إسرائيل البالغ 9.757، ومساحتها الكلية 1.648 مليون كم مربع، مقابل مساحة إسرائيل البالغة 21.145 كم مربع، أي أن مساحتها توازي 74 ضعفاً مساحة إسرائيل.

الإنفاق العسكري السنوي لإيران يبلغ 10.3 مليارات دولار، بينما يبلغ الإنفاق العسكري الإسرائيلي (في غير زمن الحرب) 46.5 مليار دولار.

والصراع الحالي يبدو عبثياً، لأنه في النهاية لن يؤدي إلى تحقيق كل طرف لأهدافه النهائية والاستراتيجية.

هذه العملية - حتى الآن - تنقذ كل طرف وكل نظام، سواء في طهران أو تل أبيب، من أزمته الداخلية.

في إيران، يعاني النظام من ارتفاع البطالة وانخفاض العملة وزيادة التضخم وشكوى الشباب الذين يمثلون ثلثي المجتمع من نقص الحريات والقيود الاجتماعية الصارمة.

وفي إسرائيل، فشلت حكومة الائتلاف حتى الآن في نزع سلاح حماس، وفشلت في إعادة الرهائن الأحياء منهم أو ما تبقى من جثث إلى ذويهم. وفي الوقت ذاته يتحمّل الاقتصاد الإسرائيلي فاتورة مؤلمة، ما دفع بالكثير من الشباب المميزين إلى الهجرة خارج البلاد بشكل نهائي.

في حالة الحروب أو وجود تهديد خارجي، عَلَّمَنَا التاريخ، وهو خير مُعلِّمٍ، أن ذلك يؤدي إلى تماسك الجبهة الداخلية والتوحُّد خلف الحكم مهما كان حجم الخلاف مع النظام.

العمل العسكري ـــ حتى الآن ـــ فيه نوع من «الإنعاش السياسي» لنظامي حكم كانا منذ أيام في أزمة وجودية!