إنجاز وإبهار جديد يضاف إلى سجل دولة الإمارات وفي القلب منها إمارة دبي، التي لا تتأخر عن الدفع بمزيد من عناوين النجاح والتميز العالمي، على الأقل مرتين في الشهر.

هذه المرة نتحدث عن تصدر شرطة دبي كأقوى علامة شرطية في العالم وجاءت المقارنة مع 10 دول في العالم، لتظهر النتائج تفوق شرطة دبي في جميع المحاور منها: الأخلاقيات، والشفافية، والكفاءة، وفق تقرير أصدرته مؤسسة «براند فايناس» التي تتخذ من لندن مقراً لها. وهذا يبرهن أن النجاحات العالمية في الإمارات ليست مسألة طارئة، أو عابرة.

ولخص سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في تدوينته على منصة «إكس» القواعد التي تقف وراء هذا الإنجاز العالمي لشرطة دبي أبرزها: «الإرادة الحديدية.. والطموحات العالية». ولو دققنا لما يحصل في عموم الإمارات من الإنجازات التي تتعدى بعضها الخيال العربي سنجد أن وراءها تلك القاعدتين اللتين تضعهما القيادات الإماراتية في خوض كل التجارب الإنسانية بما فيها الوصول إلى المريخ.

بات ارتباط الإمارات أو إحدى مؤسساتها مثل: شرطة دبي، أو حتى مواطنيها مثل شيخة النويس التي فازت بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة للسياحة، بالتميز العالمي؛ أمراً محفوظاً في الذاكرة الإنسانية العالمية. وتمارس الإمارات هذا التميز بتحد مع نفسها فقط دون أن تضع أي منافسة مع الآخرين لأن الهدف الأساسي للإمارات هو خدمة الإنسان؛ لذلك تشعرك الإمارات مع كل مناسبة عالمية وكأن الفعالية تبدأ منها من جديد ولو تكرر هذا الحدث مرات وتميز الآخرون فيه قبلها ولكن الإمارات وتحديداً دبي تترك بصمتها.

لهذا نجد الإمارات في كثير من الأحيان تجسد أحلام وآمال الإنسان العربي. وقد استمعت إلى الكثير من هذا الكلام في قمة الإعلام العربي التي عقدت في دبي الشهر الماضي.

قضية الإنجاز التنموي والتميز فيه مرتبطة بفلسفة القيادة الإماراتية انطلاقاً من المقولة الخالدة وهي: لا شيء مستحيل مع وجود الإرادة والرؤية. كما أن الإنجاز والتميز باتت في يومنا من المسلمات التي لا يمكن التشكيك فيها، بل أصبح العالم يستنسخ التجربة التنموية الإماراتية في مجالات مختلفة أو يستعين بها في إدارة مرافقها الوطنية كما هو حال موانئ دبي العالمية بعد أن أصبح لديها قاموسها من المعايير والمؤشرات تفوق المؤشرات العالمية.

هناك متغيران اثنان في المعرفة الإدارية لدولة الإمارات لا يمكن تجاهل دورهما في النموذج التنموي الإماراتي وهما. المتغير الأول: أن النجاح مسألة تراكمية ولا يحدث فجأة وإلا فسينتهي بسرعة. فإنجاز شرطة دبي يرجع إلى أكثر من خمسة عقود وليس وليد اليوم وهناك العديد من قصص النجاح في مجال تحقيق الأمن والأمان، وفي التعامل الإنساني مع أفراد المجتمع من المقيمين والمواطنين. والشهادة العالمية لما تفعله شرطة دبي بمثابة تتويج لتلك الجهود التي تحققت بعد العديد من الإنجازات والمواقف المحلية والعالمية.

المتغير الثاني: فلسفة العمل في دولة الإمارات. هذه العبارة مقتبسة من مداخلة معالي الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس دولة الإمارات، في قمة الإعلام العربي. عندما قارن معاليه بين حالة التطور الحاصل في دول مجلس التعاون وتحديداً الإمارات وبين الدول العربية الأخرى، حيث بيّن معاليه أن هناك فارقاً كبيراً بين المجموعتين من حيث مؤشرات التنمية والتطور مستحضراً «نغمة تقليدية» للبعض بأن الدول الخليجية لديها وفرة مالية وقلة في التعداد السكاني ولذلك فهي متطورة، حيث قال معاليه: من المهم الاستفادة من فلسفة عمل الدول الخليجية بدلاً من التركيز على البحث عن مبررات عدم تحقيق تطور تنموي والعجز.

دولة الإمارات وإمارة دبي تحديداً، أثرت منطقة الشرق الأوسط بقصص النجاح وقدمت نموذجاً يحتذى، بل غيرت مفاهيم وصوراً نمطية مرسومة لدى الرأي العام العالمي عن المنطقة كلها وسكانها. واليوم تقدم شرطة دبي فكرة جديدة لدور المؤسسات الأمنية في خدمة المجتمع بعيداً عما هو عالق بذهن الرأي العام العالمي لطبيعة العلاقة بين الشعب والشرطة.