لا بد من المتابعة الجوية لوضعية بنيامين نتنياهو خلال الأيام المقبلة، داخل حزمة الأزمات الداخلية، والضغوط الكبرى التي يتعرض لها شخصياً، ويتعرض لها الائتلاف اليميني الديني المتشدد الحاكم.

كل الضغوط المضادة والمتناقضة من كل الأطراف، تضغط على الرجل وعلى حكومته.

تعالوا نستعرض هذه الضغوط.

الضغط الأول يأتي من طائفة الحرديم المتشددة، التي ترفض بقوة أي قرار للتجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي.

الضغط الثاني يأتي من عائلات المحتجزين الرهائن لدى حماس، من الأحياء ومن القتلى، التي تتهم الرجل بعدم السعي الجدي في المفاوضات الدائرة مع حماس، للتوصل لتسوية حقيقية، لتعيد الرهائن الأحياء والجثث إلى أهلهم.

الضغط الثالث، ذلك التطور في التحقيقات الجنائية الخاصة بالاتهامات الموجهة له بالفساد والتربح وسوء استخدام السلطة، إلى مرحلة يمكن أن تتطور إلى «تكييف شكل قرار الإنهاء النهائي»، الذي قد يعرض مستقبلة السياسي إلى نهاية تراجيدية.

الضغط الرابع، هو الضغط الآتي من سموتريتش وبن غفير، اللذين يمثلان «مركز الثقل» في الائتلاف الحاكم، بسبب عدد المقاعد التي يوفرونها لاستمرار الائتلاف بأغلبية قانونية.

ومما زاد الطين بلة، هو اعتبار العديد من الدول الأوروبية، الصديقة تاريخياً لإسرائيل، سموتريتش وبن غفير، شخصيات مرتكبة جرائم ضد الإنسانية، وقامت بفرض عقوبات عليهما، وعلى أصولهما، ومنعتهما من السفر والقدوم إليها.

الضغط البرلماني داخل الكنيست، يأتي من ائتلاف المعارضة (لابيد – غانتس – حزب العمل – الكتلة العربية وآخرين)، الذين يجعلون وجوده الشخصي في جلسات الكنيست، نوعاً من الكابوس السياسي غير المحتمل، بسبب الهجمات اللفظية القاسية.

الضغط الخامس، هو ما أعلنت عنه إيران من اختراق أمني، مكّنها من الحصول على وثائق سرية ذات قيمة استراتيجية، لفضح البرنامج النووي الإسرائيلي السري.

الضغط السادس، هو إصرار ترامب، حتى الآن، على منع إسرائيل من التحكم بعمل عسكري ضد إيران، حتى لا تفسد المفاوضات النووية.

كل ذلك يجعل الرجل يصرح بأنه متعب، ولا يشعر بالراحة، وقد بدت عليه علامات الإرهاق الصحي، والاكتئاب السياسي.