نبارك للمنتخبين الشقيقين المغربي والأردني التأهل المستحق إلى نهائي كأس العرب لكرة القدم، التأهل لم يأتِ من فراغ، بل أكد التطور اللافت للعبة في البلدين.
وجسد ثمرة التخطيط والعمل المنهجي على مستوى المنتخبات الوطنية، المغرب بات، اليوم، قوة ضاربة في المنطقة، بعدما أصبح يمتلك أكثر من منتخب قوي، يتمتع بإمكانات فنية، وبشرية هائلة، والمنتخب الذي واجه منتخبنا ليس المنتخب الأول ولا الأولمبي، بل منتخب الرديف، الذي يتم إعداده بصورة صحيحة ومدروسة، في الوقت الذي يستعد فيه نجوم المغرب المحترفون لقيادة «أسود الأطلس» في كأس أمم أفريقيا، التي تنطلق في 21 من الشهر الجاري.
وهنا يتضح لنا فكر وفلسفة التخطيط السليم في تطوير المنتخبات، حيث الاستمرارية والعمق، في مقابل واقع مؤلم اختفى فيه منتخبنا أمام هذا النموذج المتكامل، فلم نكن نستحق الفوز، ولا حتى التعادل.
وعلى الطرف الآخر من النهائي يبرز المنتخب الأردني بإنجازاته، التي تعكس مشروعاً كروياً، يستحق كل الاحترام، فـ«النشامى» قدموا أنفسهم بصورة مختلفة، وتفوقوا على منتخبات عريقة، في مقدمتها الأخضر السعودي، الذي رغم تأهله إلى كأس العالم بفارق الأهداف.
إلا أن خروجه من البطولة فتح أبواب النقد الحاد عبر البرامج الرياضية في قنوات سعودية عدة، وارتفعت الأصوات المطالبة بالتغيير، وإعادة النظر في منظومة اللعبة، خصوصاً في ظل الزيادة الكبيرة في أعداد اللاعبين الأجانب.
في المقابل نجد المنتخب الأردني فريقاً في حالة تطور مستمر، تتحدث نتائجه عن نفسها؛ بدءاً من حصوله على المركز الثاني في كأس أمم آسيا بالدوحة، مروراً بتأهله التاريخي إلى كأس العالم 2026 لأول مرة، وصولاً اليوم إلى نهائي كأس العرب، بقيادة المدرب المغربي جمال سلامي، الذي سيقود فريقه أمام منتخب بلاده، في مشهد يعكس نجاحاً جديداً للكرة المغربية، وإنجازاً غير مسبوق للكرة الأردنية ببلوغها أول نهائي في تاريخ مشاركاتها.
هكذا تحولت الأنظار إلى المغرب والأردن، فيما خسرنا نحن فرصة الحلم باللقب، وبقي الأمل في مواجهة الغد على الميدالية البرونزية، في قمة خليجية كروية قبل أن تسدل الستارة على الحكاية، فمن يستحق الفوز والميدالية؟ والله من وراء القصد.