في واحدة من أهم مباريات كأس العرب المقامة حالياً في العاصمة القطرية الدوحة، حقق منتخبنا الوطني انتصاراً تاريخياً على شقيقه الجزائري في لقاء احتضنه استاد البيت أمام أكثر من 50 ألف متفرج.
خرج جمهورنا، الذي آزَر «الأبيض» طوال فترات المباراة، مبتسماً وفخوراً، عائداً إلى أرض الوطن بذكريات طيبة من مواجهة ماراثونية ستبقى خالدة في سجل الكرة الإماراتية، باعتبارها من أطول وأصعب المباريات في مسيرة المنتخب.
وللعودة إلى صفحات التاريخ، فإن منتخبنا الوطني تأسس رسمياً عام 1972، وشارك في مارس من العام نفسه في كأس الخليج الثانية بالرياض، ثم بعد ثلاثة أشهر انتقل إلى الجزائر للمشاركة في الدورة العربية. ومن ذلك التاريخ وحتى اليوم، لم يلتقِ المنتخبان سوى في ست مناسبات، إلا أن مواجهة الدوحة شهدت تحولاً لافتاً في الصورة، وخصوصاً في الشوط الثاني، حين فرض «الأبيض» سيطرته وتحكمه في مجريات اللعب.
ظهر التكتيك الواضح الذي وضعه المدرب كوزمين، واستثمر خلاله الإمكانات المهارية والفردية للاعبينا، والتي أربكت دفاع المنتخب الجزائري، رغم ما يملكه من أسماء بارزة وأكثر من 12 لاعباً محترفاً. ورغم السمعة القوية لـ«محاربي الصحراء» كأحد المنتخبات التي تطرق أبواب كأس العالم باستمرار، فإن لاعبينا أثبتوا أن لديهم الكثير ليقدموه، وأن الأداء في تطور ملحوظ من مباراة إلى أخرى، ما يعزز التفاؤل بمرحلة قادمة مهمة.
وبهذا الإنجاز، بلغ منتخبنا الوطني نصف نهائي كأس العرب بعد فوزه على الجزائر بركلات الترجيح (7-6)، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل (1-1)، ضمن منافسات ربع النهائي التي أوصلت البطولة إلى مرحلة «الأربعة الكبار».
وسيواجه «الأبيض» في نصف النهائي منتخب المغرب، الذي تغلب على سوريا بهدف دون مقابل، وذلك يوم الإثنين المقبل على ملعب خليفة في الدوحة، في مباراة مرتقبة وجميلة، يتوقع أن تكون مليئة بالإثارة والندية.
وقد أنصفت اللجنة المنظمة أداء منتخبنا باختيار الحارس حمد المقبالي أفضل لاعب في المباراة، في سابقة هي الأولى من نوعها لحارس مرمى في البطولة. وجاء هذا التتويج المستحق بعد تألقه اللافت، حيث استغل الفرصة التي أتيحت له عقب إصابة زميله خالد عيسى، ليبدع في الذود عن مرماه ويؤكد أنه من أفضل الحراس على الصعيدين المحلي والعربي.
دعواتنا أن يواصل «أبيضنا» مسيرته المميزة، وأن يحقق المزيد من الفرح والانتصارات للكرة الإماراتية.. والله من وراء القصد.