قدّمت شرطة دبي جهوداً كبيرة في خدمة الرياضة، باعتبارها جزءاً مهماً من نسيج المجتمع، إلى جانب دورها الرائد في حماية الوطن والمواطن، والمحافظة على الأمن والاستقرار الذي أنعم الله به علينا.

وقد سعدت كثيراً بما شاهدته خلال احتفالات رفع العلم في مقر القيادة العامة لشرطة دبي، إذ أعادت إليّ تلك الأجواء ذكريات الطفولة في منتصف ستينات القرن الماضي، عندما كنت أتابع احتفالات الشرطة أمام مبنى نايف في ديرة، حيث كنا نسكن آنذاك.

كانت الشرطة في تلك الأيام تنظم وتشرف على فعاليات رياضية وموسيقية ومهرجانات كشفية تُقام في شوارع المدينة، ومن بين الضباط الذين كنت أراهم اللواءان المرحوم محمد سنجل وناصر السيد عبد الرزاق، إلى جانب المرحوم أحمد الغيث، رجل الأمن الصلب الذي أُطلق عليه لقب «أحمد حديد» لقوة شخصيته وهيبته.

تلك الذكريات الجميلة عادت إلى ذهني وأنا أرى اليوم أبناء أولئك الضباط القدامى يحملون الرتب ذاتها، ويواصلون مسيرة آبائهم بكل فخر واقتدار، ومنهم الدكتور علي سنجل وخالد ناصر السيد وخلف أحمد الغيث. وقد أسعدني كثيراً أن أرى عدداً من حملة رتبة اللواء من أبناء أسرتنا الرياضية الذين قدّموا جهودهم وأفكارهم في خدمة واستمرار المسيرة الرياضية، بسواعد رجال الأمن المخلصين.

ولا يفوتني أن أخصّ بالذكر معالي الفريق عبدالله خليفة المري، قائد عام شرطة دبي، ونجم نادي النصر سابقاً، الذي جسّد معنى الوفاء للرياضة والانتماء للوطن، وحرصه الدائم على تشجيع أفراد شرطة دبي على ممارسة الرياضة وجعلها أسلوب حياة.

هذه الأسماء تمثّل نماذج وطنية مشرّفة، أسهمت في بناء الرياضة الإماراتية، وتُعد مصدر فخر واعتزاز لنا جميعاً كرياضيين. فهم أصحاب خبرة طويلة وعطاء مستمر، يجسّدون العلاقة الوثيقة بين الرياضة والانضباط العسكري، ودور الرياضة في ترسيخ قيم الولاء والانتماء وبناء مجتمع قوي ومتوازن.

ونأمل أن نرى دائماً ازدياد عدد هذه الكوادر الرياضية في مختلف مواقع العمل والعطاء، لتبقى شرطة دبي – كما عهدناها – نموذجاً في الجمع بين الواجب الوطني والروح الرياضية الراقية، وتعظيم سلام لرجال شرطة دبي الأوفياء.