الوطن معين لا ينضب من القادة الأفذاذ الذين قهروا قاحلة الصحراء وقسوة الرمال وندرة الماء بالصبر والجلد ورسموا ملامح الاتحاد وخططوا للبناء دون كلل أو ملل، فكانت الدولة الفتية وأرض الخير التي تنعم بالعيش الرغد والأمن والسلام، ولم ينس هؤلاء القادة العظام أهمية ودور الشباب والرياضة في حياة الشعوب وتأثيرها الجم في بناء الإنسان وتكوين شخصيته والارتقاء بفكره، المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراه، اهتم بكل نواحي هذا القطاع الذي يهم الشباب وبالأمس تحدثنا عن الرياضة، واليوم نتحدث عن اهتمام الشيخ راشد بن سعيد برياضة الصيد بالصقور، حيث كان المغفور له يقتنص فترة لا تتعدى بأي حال من الأحوال ثلاثين يوماً، لمزاولة هوايته المحببة، تلك الفترة التي يقضيها في مزاولة هواية الصيد بالصقور هي فترة استراحة شبيهة بفترة استراحة المحارب، وبعد كل عودة إلى أرض الوطن، يعود إلى الأفكار والخطط الجديدة بعزيمة تسر كل مواطن.
رياضة الصيد بالصقور تتطلب ممن يمارسها الصبر والقدرة على تحمل أعباء السفر، ومشقة التجوال في الأراضي الصحراوية الوعرة، كما عُرف أيضاً عن المغفور له درايته الواسعة وخبرته الكبيرة بكل أنواع الصقور وطبائعها، والقدرة على اختيار الأماكن والأوقات والطرائق الأنسب لمزاولة هذه الرياضة التراثية العريقة.
المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رامٍ لا يُبارى، فقد تعلم الرماية منذ أن كان شاباً يافعاً، وكذلك عشق الفروسية وسباقات الخيل، كما أبدى، طيب الله ثراه، اهتماماً خاصاً برياضة الفروسية وركوب الخيل، واهتم كذلك بالحركة الكشفية، في مرحلة الستينيات حيث كانت تقام المهرجانات في الحديقة المقابلة لبلدية دبي بالقرب من ميدان مترو الاتحاد حالياً، والعروض، إضافة إلى المنافسات الرياضية.
وشهدت المدارس في تلك الفترة، أنشطة رياضية وكشفية متنوعة، كذلك حرص واهتمام الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، على متابعة بروفاتها التي تقام في منطقة الغبيبة، بملعب نادي النصر القديم.