شهر أكتوبر هو شهر الإنجازات لرياضة الإمارات، فمن ينسى يوم 29 أكتوبر عام 1989، عندما صعد منتخبنا إلى مونديال إيطاليا لكرة القدم، وننتظر فرحة «الأبيض» من جديد لتحقيق حلم الوطن، من أيام قليلة خطفت بطلة الإمارات ذكره أحمد الكعبي، الأضواء في منافسات بطولة العالم لألعاب القوى البارالمبية الجارية في العاصمة الهندية نيودلهي، بعدما سجلت إنجازاً تاريخياً بفوزها بالميدالية الذهبية في سباق 100 متر فئة T71.
ضمن منافسات بطولة العالم لألعاب القوى البارالمبية المقامة حالياً في نيودلهي، بعدما أنهت السباق بزمن قياسي عالمي جديد بلغ 19.89 ثانية، ولاقى الإنجاز صدى واسعاً محلياً وعالمياً، بفضل الأداء المبهر الذي قدمته بطلتنا في السباق، الذي يُعد من أبرز التخصصات الحديثة في رياضة أصحاب الهمم.
واحتفلت بطلتنا الرائعة بإنجازها الاستثنائي بإطلاق صرخة قوية على خط النهاية، في لحظة اختزلت سنوات من الكفاح والإصرار وتؤكد مسيرتها، حيث تمضي بخطوات ثابتة نحو العالمية، مدعومة ببرامج إعداد طويلة المدى ورعاية مؤسساتية تعكس رؤية القيادة الرشيدة.
وبإنجاز نيودلهي تسطر البطلة الإماراتية فصلاً جديداً من الإلهام، وتفتح آفاقاً واسعة لجيل جديد من الرياضيين الطامحين لرفع علم الدولة في كبرى المحافل العالمية فأقول: خذوا العبرة من ذكره!
إنجازات أصحاب الهمم الرياضية تفوق كثيراً إنجازات الأصحاء، دعوتنا دائماً المطالبة بأن تندرج رياضتهم في كل فعاليات المجتمع، ونحن هنا في الإمارات لدينا أندية متخصصة عدة في هذا المجال، ونخص بدور قادتنا في دعم مسيرة رياضة أصحاب الهمم، وهو الأمر الذي تحقق.
حيث أحرز أبناؤنا العديد من البطولات والميداليات ولم تقف رعاية هذه المؤسسات عند تقديم الخدمات الأساسية لهم مثل المقرات والتي تضم المكاتب وتتوفر فيها القراءة، والكتابة، وبعض المهارات المهنية التي تنفعهم في حياتهم الخاصة، بل أصبحت تتعدى حدود ذلك نحو الاهتمام بالجوانب الترفيهية، والتنافسية في أحيان أخرى.
ونسعد هنا في الإمارات، فقد أولينا هذه الفئة عناية خاصة لأنها تمثل أهمية كبيرة لما لها من فوائد صحية وبدنية ونفسية، فالجانب الترويحي لا يقل فائدة عن ممارسة الرياضة، وهناك عدة أمور ينبغي مراعاتها تتمثل لتذكركم بأن مقياس حضارة الأمم بمدى اهتمامها بصاحب الهمة، ونحن كعرب أصحاب حضارة لا بد أن نكون أولى من الغرب بتطبيق هذا الشعار.. والله من وراء القصد.