الأندية تتحكم في الاتحادات الرياضية فلا تستطيع أن تملي عليها أي أمر أو طلب، فهي تعيش تحت رحمتها، ويفترض أن يكون العكس هو الصحيح، كل نادٍ يعتذر، ومن حقه أن يغيب، فليس هناك عقاب أو ثواب، الهرم «مقلوب يا ولدي»، وتسير رياضتنا هكذا، كل نادٍ يعمل منفرداً، يشارك متى أراد، ويغيب متى يريد، هنا تكمن المشكلة، والسبب معروف لأن الأندية اليوم لم تعد «زي زمان» تهدف إلى زيادة رقعة الأنشطة فيها، بل ألغت الرياضات الشهيدة، فأصبحت في خبر كان، بينما «البحبوحة» لكرة القدم اللعبة المدللة، التي تلتهم موازنات الأندية، وتترك «القشرات» لبقية الألعاب الأخرى، لهذا نجد أن أغلبية الأندية ليس لديها ألعاب باستثناء البعض، ولا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، اليوم وبعد ظاهرة إنشاء أندية جديدة أصبح لدينا فوق الـ 60 نادياً، تمثل فرق دوري المحترفين 14، والدرجة الأولى 15، من بينها أربع فرق جديدة، وهناك فئتان، الثانية 14 نادياً، والثالثة 17 نادياً، لا أعلم هل تملك موافقات رسمية وإشهاراً من الوزارة، وهل تتمتع بطابع تجاري، وتحولت إلى فرق تشارك بمسابقات اتحاد الكرة الرسمية، وجميع أسمائها بأسماء أجنبية! «كأننا ناقصين!».
والآن انطلقت في الكويت البطولة العربية للأندية الأبطال لكرة اليد الـ 40، وللأسف نغيب عنها، والمبرر أن اتحاد اليد أخطر الأندية وطلب معرفة رأيها للمشاركة فلم يرد أحد، وقد اعتذر من قام بالرد، وللحظ فإن فريق الشارقة هو الوحيد القادر على المشاركة، لكنه سيكون موجوداً في بطولة كأس العالم للأندية بالقاهرة الأسبوع المقبل، ومن بين المبررات أن فرقنا تستعد للمسابقات المحلية، وموعد البطولة غير مناسب! وهذه البطولة تذكرني بالزمن الجميل عندما كانت هناك إدارات في الأندية، تحمل على عاتقها المسؤولية الاجتماعية الرياضية، فقد شاركنا في أول بطولة خارجية لكرة اليد عندما فزنا بلقب بطولة العرب، التي أقيمت في عمّان 1981، بمشاركة أندية كبيرة وعريقة بالوطن العربي.
ويتصدر نادي الترجي التونسي قائمة أكثر الفرق إحرازاً للقب بسبعة ألقاب، يليه الأهلي المصري 5، ثم النجم الساحلي التونسي ومولودية وهران الجزائري 3 ألقاب لكل منهما، ومولودية الجزائر والأهلي السعودي والأفريقي التونسي والنور السعودي والخليج السعودي و«الكويت» بلقبين لكل منهم، أما الأندية التي أحرزت اللقب مرة واحدة فهي: العين الإماراتي والريان القطري والزمالك المصري وسبورتنغ المصري والأهلي البحريني وساقية الزيت التونسي والغرافة القطري. كانت أيام.. والله من وراء القصد.