لأول مرة أرى الجانب الرياضي بهذا الشكل، فهناك غياب واضح للمؤسسات الرياضية عن المشهد. لا أدري ما السبب المقنع وراء ما لم نكن نتوقعه. كنا في الفترات الماضية نرى عبر المؤسسات الرياضية الكبرى نشاطاً وحيوية وتفاعلاً، بينما اليوم تغيب عن بعض الأحداث والمناسبات، التي يتطلب منها الحضور والعرض والشرح لما يدور فيها.

وزارة الرياضة ركزت على أنشطة وفعاليات مرتبطة بالاستراتيجيات، دون أن تكون هناك مشاركة وحوار مع الإعلاميين بشكل يومي أو طرح القضايا على طاولة النقاش، وهذا أمر مهم، لأن هناك جوانب عديدة يجب أن يتعرف عليها الرأي العام ليكون على دراية بما يحدث.

أما اللجنة الأولمبية الوطنية فقد سمعنا بأنها مشرفة على انتخابات الاتحادات الرياضية، ولم نقرأ ولم نتعرف على تفاصيلها، ولم تصلنا تعميمات وهي تركز في الأغلب على النشاط اليومي عبر إدارة الإعلام النشطة لديها، حيث تقوم بتوزيع الأخبار والصور بشكل منتظم وسريع لوسائل الإعلام.

على النقيض فإن أخبار الوزارة قليلة جداً، وتعتمد بشكل أكبر على إحدى الشركات في القطاع الخاص لنشر أخبارها، خلافاً لما كان يحدث في بداية السبعينيات، حين كانت النشاطات الرياضية والأخبار الخاصة بالوزراء تصل وتنشر بشكل يومي، وبطريقة طبيعية.

الاتحادات الرياضية – وهي القاعدة الأساسية – بدورها تركز أحياناً، وتغيب أحياناً أخرى، حيث لا نجد سوى أخبار تقليدية، وقد شهدنا مؤخراً انتخابات وتعيينات دون أن نرى برامج واضحة أو أجندات معلنة للرؤساء أو الأعضاء، كما جرت العادة في السابق، فالأمر اقتصر على التعيين والانتخاب دون إضافات حقيقية.

ومن الأمثلة اللافتة ما حدث في اتحاد الطائرة، إذ تم تزكية المجلس السابق نفسه بكامل عضويته لدورة جديدة، في سابقة أولى بتاريخ الرياضة الإماراتية، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا تم تعديل اللوائح أو إدخال تغييرات على القانون الجديد للوزارة. مثل هذه القضايا تحتاج إلى طرح شفاف أمام الرأي العام. كذلك لاحظنا وجود بعض أعضاء مجالس إدارات في بعض الاتحادات من غير المواطنين، وهو أمر غير معتاد، ويستحق التوضيح.

كل هذه الأسئلة تبقى في مرمى الجهتين: الرسمية والأهلية، لأن الرأي العام من حقه أن يعرف، حتى اتحاد كرة القدم، الذي كان في السابق الأكثر نشاطاً وحضوراً في الأخبار والتصريحات واللقاءات ابتعد هو الآخر عن الساحة الإعلامية، ما عمّق حالة الغياب والانقطاع بين المؤسسات الرياضية والإعلام.ويبقى السؤال الكبير: ماذا يحدث اليوم في ساحتنا الرياضية؟ والله من وراء القصد.