ملعب الوصل يذكرني دائماً بمباريات المنتخب الوطني لكرة القدم، حيث تألق فيه لاعبونا وحققوا انتصارات مهمة على فرق قوية خلال تصفيات كأس العالم، وتحديداً في منتصف الثمانينيات. في تلك الفترة، ومع إشراف المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو بريرا، كنا نشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً شبيهاً بتلك الأعداد التي امتلأت بها المدرجات عندما كان يلعب بزعبيل!
كان المنتخب في ذلك الزمن يجذب الجماهير لمتابعة نجوم "الأبيض"، وهي مرحلة أعتبرها من أهم المراحل في تاريخ المنتخب، حيث حققنا خلالها وصافة كأس الخليج مرتين متتاليتين، وكنا قريبين جداً من خطف اللقب في المنامة عام 1986، ثم في الرياض عام 1988. كما كنا على مشارف التأهل إلى مونديال المكسيك عام 1986، بجانب العديد من المكاسب والنجاحات.
أتذكر جيداً قرار المدرب بريرا حين اختار لاعب الوصل ناصر خميس للمنتخب رغم خضوعه لفحوصات طبية في ألمانيا، فتعرض حينها لهجوم من بعض الأقلام، لكنه أصر على ضمه، وكانت النتيجة أن تألق ناصر في المنامة بشكل لافت وفاز بلقب أفضل لاعب في الدورة، بينما نال شقيقه الأكبر فهد لقب الهداف، وتقاسم معهما الجوائز الحارس البحريني محمد صالح والكويتي مؤيد الحداد.
ولملعب الوصل والبحرين ذكريات كثيرة لا تعد ولا تحصى، فقد شهد أكتوبر 1980 حفل افتتاح استاد الوصل بمشاركة ثلاثة فرق خليجية ترتدي اللون الأصفر: الأهلي البحريني، القادسية الكويتي، والنادي المنظم، وانتهت البطولة الثلاثية بفوز الأهلي باللقب.
يومها تغنت الجماهير البحرينية بالأغنية الشهيرة: "ما معكم خبر زين يا رسول السلامة.. بسالكم عن أهل البحرين كيف أهل المنامة". كانت أياماً جميلة قربتني من الملعب، وزادت متعتي وأنا أعلق على مباريات تلك الفترة، خصوصاً مع مهارات النجم زهير بخيت.
اليوم، ومع فوز منتخبنا الوطني على البحرين بهدف نظيف في ختام معسكره الداخلي بدبي على ملعب استاد زعبيل، عادت بي الذاكرة إلى تلك الأيام الذهبية. وختاماً، نبارك للأشقاء في تونس تأهل منتخبهم إلى نهائيات كأس العالم للمرة السابعة، في إنجاز جديد لنسور قرطاج، ألف مبروك، وعقبال بقية المنتخبات العربية.