هو أحد المؤسسين لذلك النادي الكبير، وعند تأسيس هذا الكيان في سبتمبر 1970 كان من أوائل أعضاء مجلس الإدارة، رجل عشق ناديه حتى النخاع، واعتبره بيته الثاني، يتواجد فيه يومياً متنقلاً بين الملعب والمكتب والصالة، يسأل ويطمئن على أحوال الفريق واللاعبين.
ويسترجع ذكريات الأيام الجميلة التي عاشها بين جدرانه، رافق النادي إدارياً في معسكرات تدريبية كثيرة خارج الوطن، ولم يتخل يوماً عن خدمته، لكن بالأمس، وقبل انطلاق الموسم الكروي الجديد، ذهب هذا الرجل الطيب إلى الملعب الرئيسي ليشاهد مباراة ودية بين فريقه ونادٍ آخر، فمنع عن الدخول عند البوابة بحجة أن المباراة «سرية» وأن الجهاز الفني يريد الحفاظ على خطة واستراتيجيات خاصة.
تملكه الحزن وهو يتذكر أن من كانوا بالأمس يفتحون له الأبواب ويقفون احتراماً له، باتوا اليوم يغلقونها في وجهه، عاد أدراجه وقلبه مثقل، يستعيد شريط الأيام الخالدة التي رحلت، ويتوجس من أيام مقبلة قد تكون أكثر قسوة.
هذا الرجل المسن الذي يحبه الجميع، والذي يقف له الحاضرون احتراماً أينما دخل، وجد نفسه مرفوضاً في بيته الذي ساهم في بنائه بعرقه ووقته، في مجتمعنا، كبار السن بركة وذخيرة من الخبرة، إلا أن ملاعبنا اليوم تتجاهل هذه القيم بحجة الحفاظ على «أسرار الكرة».
إنها لحظة مؤلمة، فما حدث اليوم لهذا العاشق المسن ليس مجرد موقف عابر، لقد أُبعد كما أُبعدت أسماء وأبناء نشأوا وترعرعوا في حضن الأندية، وها نحن نخسر الحب والوفاء في سبيل حسابات ضيقة، والله من وراء القصد.