اليوم نكمل الرد السريع لوكيل وزارة الرياضة، بصفته الشخصية، قائلاً: هناك تنفيذ للعديد من المشاريع التي جاءت بعد تحليل دقيق للمسببات الحقيقية، والقرار فيها كان واضحاً: معالجة أصل المشكلة وجذورها، لا الاكتفاء بالنتائج الظاهرة.
ونحن على يقين أن الفترة القادمة ستشهد خططاً تصحيحية مبنية على النتائج المرحلية، لإعادة توجيه البوصلة، وضمان تحقيق الأهداف التي نتطلع إليها جميعاً.
وما نعيشه اليوم، هو نتيجة لمشكلة أعمق، بدأت منذ ما يقارب عقدين، حين غابت الرياضة المدرسية، أو ضعفت بشكل كبير، ومعها غابت منظومة الألعاب الجماعية والفردية، التي كانت تغذي الأندية بالمواهب.
الأندية اليوم لم تتوقف فجأة عن الاعتماد على أبناء النادي، بل وجدت نفسها أمام فراغ قاعدي، وتكلفة مالية للأكاديميات، لا تحقق لها المخرجات المرجوة التي ترضي طموحات الجميع (إدارة وجماهير أو عوائد استثمار)، فاضطرت إلى ملئه باللاعبين الأجانب والمقيمين (أطر ولوائح وتشريعات دولية ومحلية تسمح بذلك)، وتسعى لتحقيق ذلك من خلال ذلك، للعلم «هذه تجربة عالمية منذ أكثر من ثلاثين عاماً» في بلجيكا وفرنسا وغيرها من الدول، ولكن بحسب الظروف لكل دولة، والدول التي تعدادها السكاني أقل، هي أكثر حاجة لمثل هذه المشاريع، إذا كانت تسعى لجعل الرياضة قوة ناعمة، وتسعى للوصول للمنصات، وتحقيق النتائج المرجوة بأسرع طريقة.
لذلك، فإن علاج الظاهرة لا يكفي أن يقتصر على الحديث عن عقود المحترفين والمقيمين أو سياسات الأندية، بل يحتاج إلى معالجة الجذر: إعادة الرياضة المدرسية كمصنع حقيقي للأبطال، وربطها بالأندية عبر مسارات اكتشاف وتطوير منظمة.