مشاركتنا الأخيرة في البطولة العربية لكرة السلة، التي اختتمت في مملكة البحرين الشقيقة، أعادت إلى ذاكرتي أول مشاركة عربية لنا عام 1978 في القاهرة، وتحديداً تلك المباراة التاريخية أمام المنتخب المصري في عزّ مجده وتألقه.

كان أول لقاء لنا في كرة السلة مع منتخب مصر، ولا يزال عالقاً في أذهان من عايشوه، حيث لعب المنتخب المصري بأسلوب ضاغط لا يعرف الرحمة، كما يروي لي لاعب المنتخب السابق عبدالله الحميدان، حين خسرنا يومها بنتيجة قاسية: 202 مقابل 10، وهي الأكبر في تاريخ اللعبة.

قاد منتخب مصر حينها المدرب محمد عبدالوهاب، الذي عمل لاحقاً سكرتيراً فنياً لاتحادنا الوطني لكرة السلة بعد اعتزاله التدريب.

أما منتخبنا فكان بقيادة المدرب الأمريكي ويلي لويس، واليوم، يقوده المدرب التونسي الدكتور منير، في مرحلة جديدة شهدت تطوراً ملحوظاً فكما أن البدايات لا تُنسى، فإن ما تحقق اليوم يستحق التقدير، حيث تمكن منتخبنا الوطني من إحراز المركز الثالث والميدالية البرونزية في ختام منافسات النسخة الـ26 من البطولة العربية للمنتخبات، وهي نتيجة جيدة بالنظر إلى ظروف الفريق.

تُوِّج المنتخب الجزائري باللقب بعد أن تصدّر الترتيب العام برصيد 12 نقطة، محققاً العلامة الكاملة، وجاء المنتخب التونسي في المركز الثاني برصيد 11 نقطة، بينما حل منتخبنا ثالثاً برصيد 9 نقاط. وقد شهدت البطولة مشاركة سبعة منتخبات، وغياب بعض المنتخبات القوية مثل الأردن ولبنان ومصر، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة، وخاصة أن تلك المنتخبات شاركت في دورة ثلاثية في بيروت مع المنتخب الإيراني، في توقيت متزامن.

للأسف، هذا يعكس واقعاً نعيشه، فنحن كعرب لا نتفق لا رياضياً ولا تنظيمياً، وهذه هي أم المشاكل. رغم ذلك، يواصل الاتحاد العربي لكرة السلة بقيادة اللواء م. إسماعيل القرقاوي أداءه المتميز، ويُعد من أنشط الاتحادات العربية في تنظيم البطولات الجماعية بانتظام.

لكن، ما زال البعض يفكر بمنطق ضيق، ما يتسبب في الانقسام والتشتت، ويُفقد البطولات العربية بريقها وتكاملها.

والله من وراء القصد.