يقول نشيدنا الوطني الخالد في قلوبنا منذ حفظناه وتغنينا به لأول مرة، ونحن نصطف في طابور الصباح المدرسي وحتى اللحظة:

عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا

لأن المؤسسين والذين ساروا على طريق الاتحاد معهم آمنوا بأن الاتحاد هو المستقبل وهو المصير، ولا خيار آخر ولا حياد عن هذا الدرب، وحتى بعد 54 عاماً من الوحدة، فإن قلوبنا ملتفة حول الفكرة، حول الوطن، وحول القيادة، وإذا تآلفت القلوب على ذلك فالكل يطرق في حديد بارد!

عِشْتِ لِشَعبٍ دِينُهُ الْإِسْلَامُ هَدْيُهُ القُرْآن

لأن المتقولين، والأفاقين، والمتصيدين في المياه العكرة، يحاولون بكل ما يستطيعون وضع هذا الوطن في أطر وصور لا تمت له ولا لأهله بصلة، وسيظل هؤلاء يحاولون طالما بقيت راية الإمارات عالية وخفاقة، ونجاحاتها تملأ الدنيا، ذلك أن النجاح يهديك أصدقاء، لكنه يصنع الأعداء كذلك، ومن هذا المنطلق ندعو الله كل لحظة أن يحفظ الإمارات أرضاً وقيادة وشعباً:

حَصَّنْتُكَ بِاسْمِ الله يَا وَطَنُ

بِلَادِي بِلَادِي بِلَادِي بِلَادِي

حَمَاكِ الْإِلَهُ شُرُورَ الزَّمَان

ذلك أن شرور الزمان تتلون بتلون الأدوات والغايات والمصالح، وما علينا كوننا أبناء مخلصين مؤمنين إلا أن ننتبه جيداً، فالإمارات ستمر دوماً بأراضٍ صعبة مزروعة بالتحديات والمصاعب، وستعبرها بإرادة قيادتها ووعي أبنائها ومحبتهم، وبتكاتف المخلصين من أصدقائها، وستبقى مظلة وبيتاً وأهلاً للجميع كما كانت وكما هي، ولن تتغير. بذلك تعاهد المؤسسون الأوائل، وعلى ذلك أقسمنا:

أَقْسَمْنَا أَنْ نَبْنِيَ نَعْمَل

نَعْمَل نُخْلِص نَعْمَل نُخْلِص

مَهْمَا عِشْنَا نُخْلِصْ نُخْلِصْ

دَامَ الْأَمَانُ وَعَاشَ الْعَلَم يَا إِمَارَاتِنَا

وستبقى الإمارات قلباً يضم الجميع، ويداً ممتدة بالخير للجميع، لأنها كما قال بُناتها الأوائل: لقد أعطانا الله الخير لنتقاسمه مع الجميع، ولتبقى رمزاً للعطاء والعروبة، فيا إمارات المحبة والعز ابقي:

رَمْزَ الْعُرُوبَة

كُلُّنَا نَفْدِيكِ بِالدِّمَاء نَرْوِيكِ

نَفْدِيكَ بِالْأَرْوَاحِ يَا وَطَن