الثروة الحقيقية ليست في المال، بل في اللحظات البسيطة التي تمنح الحياة معنى.. هذه هي الفكرة الرئيسية التي تدور حولها فكرة فيلم «حياة سعيدة» أو «حياة طيبة»، والذي يعرض علينا تفاصيل حياة البطل ماكس منذ طفولته واستعداده الفطريّ للنصب والاحتيال منذ تلك السن المبكرة عندما تلاعب بأحجار رقعة الشطرنج الذي كان يلعبه مع عمه!

في خضم انشغالات ماكس، سمسار البورصة المهووس بالمال، يأتيه خبر وفاة عمه، وأن عليه أن يذهب لتصفية تركة هذا العم الذي يعتبر هو وريثه الوحيد حسب الأوراق التي تركها. بعد عودته إلى بيت طفولته التي عاشها رفقة ذلك العم، في منطقة البروفانس الفرنسي، حيث منازل الأثرياء وكروم العنب، يكتشف الكثير مما كان غائباً عنه حول المال والمعنى الحقيقي للحياة والسعادة والحب!

لقد جهز له مكتبه مهمة سفر عاجلة، ليبيع القصر وكرم العنب والعودة سريعاً إلى عمله، لكن رحلته إلى هناك تأخذه تدريجياً إلى مواجهة ماضيه وطفولته، فتذكره التفاصيل بكل ما عاشه صحبة عمه، وتبدأ الأصوات والحوارات تضج حوله في المكان لتعيده إلى تلك الأيام، وهنا نجده يتلكأ في مغادرة المكان ليتمسك بلحظات الحياة البسيطة التي نسيها تماماً وهو يجمع الأموال عبر معارك البورصة التي يخرج منها منتصراً في كل مرة يتصدى لعمليات بيع وشراء جديدة!

في بيت طفولته، يكتشف الكثير مما فاته، الروابط الإنسانية، والحب، ومعنى السعادة الذي لا وجود له في عالم المال والمنافسات وصراخ البورصة، فيجد نفسه منساقاً نحو الأرض، وحمام السباحة البسيط، وكرة المضرب التي كان يلعبها في طفولته، فتضج ذاكرته بصور اللعب، الضحك، متعة الأكل البسيط، الجلوس وسط الطبيعة، والاستماع لأحاديث عمه ولعب الشطرنج معه!

يكتشف أن الإنسان يحتاج أحياناً إلى أن يبطئ إيقاع حياته ليكتشف ما فاته من جمال في التفاصيل البسيطة، وأن السعادة لا تخلقها الثروة وملايين البورصة وزملاء معارك السوق المتوحش، بل الحب والذكريات والعلاقات الإنسانية.