يسأل بطل الفيلم، وهو شاب مراهق طالب في مدرسة ثانوية، صديقته بعد أن تعرف على والدها أثناء زيارته لها في البيت: لماذا لم تخبريني قبلاً أن والدك عضو في الكونغرس؟ فحاولت الفتاة أن تتهرب من الإجابة بنزق ولا مبالاة كشفت عن أزمة علاقة بينها وبين والدها، وحين ألحّ الفتى قالت له بحدة: لماذا أخبرك؟ ما أهمية ذلك، ثم إنني لا أقوم بالدعاية لعمل والدي؟
بعد زمن ليس بالطويل، اكتشف دهاليز الأزمة الطاحنة التي تعيشها الشابة مع والدها المليونير السياسي المدعي كما تراه، والذي يتباهى بأعماله الخيرية لصالح الفقراء بينما هو يستخدم ذلك كمعبر لأصوات الناخبين، أما ابنته التي تتخبط في أزمات مراهقتها «تناولها الكحول، تعاطيها المخدرات، تأخرها الدراسي، سلوكياتها المنحرفة في المدرسة وخارجها» فلم يكن يعيرها أي اهتمام، في الوقت الذي يرعى ابنته الطفلة من زوجته الجديدة بشكل مغاير تماماً.
في مشهد من الفيلم تقول الابنة لوالدها: «أعلم أنك تتمنى الخلاص مني، لا تريد رؤيتي في منزلك، وزوجتك لا تجدني قدوة صالحة كأخت كبرى لابنتها، لكن هل تعلم أن هذا أبشع ما يمكن أن تشعر به، إن والدك لا يتمنى وجودك، بل يتمنى لو لم توجد؟ كان الأب يقول لابنته ذلك كل يوم من خلال طريقة تعامله القاسي معها واهتمامه بطفلته وكأنه يريد أن يعوض بتلك الصغيرة فشله مع هذه الابنة! الأسوأ أن تكون الشخص الذي يتعلم منه الآخرون أخطاءهم وكل تجاوزاتهم ليصححوه مع شخص آخر!».
كثير من الأمهات يفعلن ذلك حين يبدو لهنَّ أن لا أمل في إصلاح سلوكيات أحد الأبناء، فتقول الواحدة منهنّ كلاماً خلاصته «ليتك لم تكن»، وتبالغ بعضهن في ردات أفعالهن تجاه انحرافات أولادهن (المراهقين النزقين منهم تحديداً).
فتقول إحداهن: «ليتني لم ألدك». هذه العبارات المتناهية القسوة لا يمكن أن ينساها أي ابن ولا يمكن أن يتخطاها، تظل عالقة في منتصف القلب والحنجرة، فلا يمكنه نسيانها أو ابتلاع قسوتها. لننتبه لما نقول فليس كل شي يمكن تمريره للآباء والأمهات أو قبوله منهم!