أدلت الفنانة الإماراتية أحلام بحديث مسجل ومصور ومتداول على السوشال ميديا حول مكانة الأغنية الخليجية واللهجة والقصيدة والشعراء الخليجيين، لتثبت في النهاية أن أكثر اللهجات انتشاراً في الغناء اليوم هي اللهجة الخليجية التي يسندها طيف كبير من الشعراء وكتاب الأغاني، حتى إن معظم مطربي الوطن العربي يغنون باللهجة الخليجية.
والحقيقة أن اللهجة الخليجية لم تجد صعوبة في أن تشق طريقها إلى قلوب وآذان الإخوة العرب في كل الوطن العربي، ومعروف أن الأمر قديم وليس وليد اليوم، فحتى عبدالحليم حافظ غنى بالخليجي مرتدياً الزي الخليجي، والسيدة أم كلثوم غنت للشاعر الكبير الأمير عبدالله الفيصل قصيدة «ثورة الشك»، صحيح أنها بالفصحى، إلا أن كاتبها شاعر وأمير سعودي.
ومثل اللهجة الخليجية كذلك اللهجتان المصرية واللبنانية تعتبران من أكثر اللهجات التي غنى بها المطربون، وما المشكلة في كل ذلك؟ فمن وجهة نظر عقلانية وعربية مخلصة يعد ذلك دليلاً قوياً وساطعاً على تقارب أبناء الأمة وتواصلهم، وأن اللهجات المختلفة لم تكن يوماً عائقاً، وأن الفن بجميع تمظهراته كان ولا يزال وسيبقى الطريق والقناة الأسرع للتواصل والتقارب بين الشعوب.
لكن محبي الظهور على حساب أي فكرة، وأولئك الذين يجدون ضالتهم في مثل تصريحات أحلام، التي لا أظنها تحمل أي تعالٍ أو فوقية على الإطلاق، ولا أي نية للتطاول على أي دولة أو شعب، أحد هؤلاء الذين لا يملكون مع النقد أي صلة أو صفة، تصدى للهجوم عليها بشكل قبيح وسيئ وتافه، وأطلق عليها نعوتاً لا تصح ولا تجوز، ليدلل على حبه لبلده، بينما دلل في الحقيقة على جهله بماهية النقد، ووظيفته.
هذا النوع من الناس يجد تلفزيونات تستضيف تفاهاتهم وتمنحهم منصة لبث هذه التفاهات وهذه السموم، وهذا بالضبط ما يسعى له أمثال هؤلاء ممن يلعبون على وتر الشوفينية القومية والغضب القومي، فيتحول من نكرة إلى ناقد، ومن ناقد إلى بطل، للأسف الشديد، بينما النقد ليس ذلك أبداً، ليس هجاءً أو ذماً كما يظنه البعض، بل هو إضاءة تكشف ما هو جميل وما هو معيب، وتساعد القارئ والمشاهد على التعمّق، والكاتب على النمو، والمجتمع على الوعي.