تشرق الحضارات وتزدهر الأوطان وتنمو المجتمعات، ويسمو الإنسان ويرتقي، بفكر وأيدي القادة الملهمين، أصحاب الحكمة، والرؤية الثاقبة، قادة حريصون على شعوبهم، ودعم شبابهم، بصقلهم بالعلوم الحديثة والمعارف الهادفة، مع العناية بغرس القيم والهوية الوطنية العليا في أركانهم ونفوسهم، حتى يبقى مواطنوهم لاسيما شبابهم متميزين بشخصياتهم، شامخين بصفاتهم، معتزين بمواطنتهم، يعكسون تحضر الوطن وجوهر المواطن.

ويبرز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في صدارة القادة العظماء، حيث قال سموه مؤخراً بمناسبة «اليوم العالمي لمهارات الشباب»: «الإمارات تضع الشباب في قلب استراتيجيتها التنموية وتعتبر تمكينهم وتأهيلهم بمهارات المستقبل أولوية رئيسية، وفي «اليوم العالمي لمهارات الشباب» يواصل شبابنا المثابرة في تحصيل العلوم، والتسلح بالقدرات النوعية التي يحتاجها الوطن في عصر التكنولوجيا والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، إلى جانب التمسك بقيمنا وأخلاقنا وثوابتنا التي تحمي مسيرتنا وتصون مجتمعنا».

من يستقرئ هذه الكلمات ويتمعن فيها، ويغوص في أعماقها يجد البعد الفكري لرئيس الدولة، حفظه الله، حيث تحتوي هذه الكلمات المتلألئة على عمق قيمي وثقافي وعمل منهجي تقوم به دولتنا الغالية بقيادتها الحكيمة نحو بناء شاب شامخ بوطنيته معتز بنصاعة هويته وقيمه وعاداته وتقاليده.

حيث تطرق صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بهذه الكلمات، إلى معانٍ نفيسة، بحيث ربط العلم بالتمسك بالقيم الرصينة، والمبادئ القويمة، والهوية الوطنية العزيزة، وهذه خارطة طريق لكل شاب طموح إلى المعالي.

حيث إن طلب العلوم الحديثة والمعارف الهادفة، وإتقان المهارات المستقبلية، والاعتزاز بالهوية والقيم والمبادئ، ثنائية لا تنفك عن بعضها البعض، بل مزيج متجانس لتكوين شخصية شباب وشابات الإمارات الذين يسهمون نحو الارتقاء بوطنهم من خلال عقولهم وما تحويه من علوم ومعارف، وأخلاقهم وجوهرهم وما تحويه من قيمة ومبدأ وضمير وطني مخلص.

بالشباب تسمو المجتمعات، وتبنى الأوطان، وتزدهر الحضارات، وبهم تصان المكتسبات، وتحفظ الممتلكات، وهم محل الرهان، وعليهم تنعقد الآمال، فالشباب الحصن الحصين لأسرهم ومجتمعهم وأوطانهم، وبهممهم تتحقق الإنجازات، وبسواعدهم تتحقق النجاحات، فهم ذخر لأوطانهم وفخر لمجتمعاتهم، فعليهم أن يعوا مسؤولياتهم، ويدركوا أهمية دورهم في مختلف مجالات حياتهم.

كما يعلّمنا سموه العناية بالعقيدة الإسلامية السليمة الصافية المبنية على الوسطية والاعتدال والإحسان لبني الإنسان، التي هي منبع الرحمة والتسامح والمحبة، فإن المعتقد السليم يجعل الإنسان متزناً في حياته، سوياً في سلوكياته، متوسطاً في طرحه وأفكاره، محافظاً على وطنه، ونافعاً لأسرته ومجتمعه.

سيدي صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، يعلّمنا الشهامة والنبل والأخلاق الفاضلة، ويحثنا عليها في جميع المواقف والمناسبات، حيث قال سموه في أحد اللقاءات التي جمعته بشباب الوطن: «نريد أن نرسل رسالة إيجابية إلى العالم عن سمعة الإمارات وعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا ومعانينا».

نعم، سيدي صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، نعمة عظيمة من رب العالمين، منّ بها علينا، وعلينا أن نسير على نهجه، ونتعلم منه جميل الخصال والدروس والعبر التي يقدمها لنا في كل يوم وكل مرة، فسموه له منا الولاء والطاعة والمحبة، فهو قدوتنا في حب الوطن والتمسك بقيمه وهويته، والعمل من أجل ازدهاره وبنائه والمحافظة على أركانه.

وهنا نحن في «يوم عهد الاتحاد» الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، العام الماضي، وجعله مناسبة سنوية في الـ 18 من يوليو، نستذكر العهد الذي في أعناقنا تجاه الوطن، ونستحضر فيه مسيرة والدنا المؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وإخوانه المؤسسين، طيب الله ثراهم، ونعاهد قيادتنا الحكيمة بأن نبقى على العهد والوعد مخلصين أوفياء للوطن وقيادته وقيمه، وأن نبقى حريصين على التزوّد بالعلم والمعرفة والمهارة ونسخرها في سبيل رفعة الوطن وازدهاره واستقراره.