نحتاج للتقدير بصورة مستمرة، نلاحظ انعكاسه بشكل مستمر على حياتنا اليومية، إن كان تقديرنا لأنفسنا قائماً على التفاؤل فسوف تكون نتيجته إيجابية، على الرغم من أن هناك الكثير من العقبات التي تعترض حياتنا، وقد تقف أمامنا، إنني أتحدث عن التقدير الذاتي وقانون التراكم، فإذا منحت لنفسك التقدير الذي تستحقه والاحترام لذاتك فسوف تكون النتائج إيجابية ومثمرة. الدكتور ناتانين براندن، المختص في علم النفس التحليلي يرد على ذلك بقوله: «التقدير الذاتي الضعيف هو السبب الأساسي وراء الإدمان ومعظم السلوكيات السلبية»، فمعظم الناس عندما يشعرون بأنهم غير محبوبين، وفاشلون ومحبطون، فإنهم يهربون إلى سلوكيات خاطئة، منها المخدرات والانتحار والدخول في حالات اكتئاب أو حتى إضاعة الوقت في السهر ومشاهدة التلفاز وشراء حاجات لا قيمة لها، وهذا الإحساس عبارة عن تراكمات، قد يكبر ويصبح جزءاً من حياة الكثير منا، فيلجأ للوحدة ويشعر أنه شخص منبوذ من الناس، وتنعدم ثقته بنفسه.
كل فرد في هذه الحياة له قيمة، وهو عضو مهم في المجتمع، وعنده القدرة على الإنتاج، كلنا لدينا الوقت والقدرة والرغبة، ولكن تتفاوت من شخص لآخر، على الرغم من تكاتف الظروف والإحباطات، لكن يمكنك مواجهة تلك الإحباطات، فالتفاؤل من الأشياء التي تساعدك على تجاوز العقبات، يقول المهاتما غاندي: «يعني الاعتماد على النفس أن تكون قادراً على الوقوف على قدميك بدون مساعدة الآخرين، هذا لا يعني عدم الاهتمام بمساعدة الآخرين أو رفضها، بل أن تكون في سلام مع نفسك، أن تستحق احترامك لذاتك عندما لا تأتيك مساعدة من الآخرين».
الإنسان المتشائم سوف يظل في دوامة من الإحباطات، ولن يحاول الخروج من مشاكله، فهو يعيش من دون هدف ولا روح ولا حياة واقعية، يتذكر فشله وأحزانه، فيقع أكثر فأكثر في دوامة لا تنتهي، تراكماته المحبطة تزيد من تعبه وعزلته وفشله، ولكن الفشل لا يدوم إلى الأبد إلا إذا سمحت له بذلك، لا بد أن تكون لديك شجاعة للدفاع عن نفسك وقناعاتك، يجب أن تؤمن بنفسك وتتجاهل ما يؤلمك، تقول أوبرا وينفري: «هناك كثير من الناس سيرغبون في الركوب معك في سيارة الليموزين، ولكن ما نريده هو الشخص الذي سوف يركب معك في الأوتوبيس عندما تتعطل الليموزين».
تزداد قوتنا كلما واجهنا المشكلات ووضعنا لها خطة واضحة ومحددة، فالتغلب على العقبات يعلمنا الإصرار والعمل بجد واجتهاد والنجاح في النهاية وتصبح أقوى.
إذا كنت مفعماً بالإيجابية فسوف تسير حياتك بكل سعادة وإنتاج، أما لو ركزت على الأمور السلبية فسوف تصبح إنساناً حزيناً وغير سعيد. إن إدارة أفكارك وتوقعاتك المتعلقة بوظيفتك وأسرتك وأبنائك وصداقتك وصحتك ولياقتك.. كلها تعتمد عليك، لا بد أن يكون هدفك واضحاً في تقدير نفسك ومنحها الأمور الإيجابية، البعض يعاني من القلق والتوتر والإحباط والوحدة بسبب تراكمات، منها التغير السريع في نمط الحياة في الوظيفة والزواج والأطفال، وربما الديون والمشاكل وتزايد حالات الطلاق، فعندما يدخل الإنسان في دوامة المشكلات فإنه حتماً سوف يتعرض للأمراض. إن الفكرة قادرة على جعل صاحبها يعيش على تذكر الماضي، ويخاف من المستقبل، إنها قادرة على منحه التقدير الإيجابي والسعادة، فالصورة الذاتية التي ترسمها عن نفسك قد تكون سبباً من أسباب نجاحك أو فشلك، وهناك حكمة أفريقية تقول: «لو العدو الداخلي ليس له وجود فالعدو الخارجي لا يستطيع إيذاءك»، بمعنى أن أكبر عدو للإنسان هو نفسه، كما قال أرسطو: «مشاكلي مع نفسي تتعدى بمراحل مشاكلي مع أي مخلوق آخر». إن قانون التراكم أحياناً لا نفهمه بسبب عدم إدراكنا أهميته، فكلما راكمتَ الأمور السلبية كانت النتيجة كارثية، ولكن ماذا لو راكمت الأمور الإيجابية، واستخدمت هذا القانون في ترتيب ملفات حياتك، لا شك في أن ذلك سوف يساعدك على التقدم والنمو، بإمكانك أن تتعلم لغة جديدة، حرفة جديدة، باستخدام قانون التراكم، يمكن توظيفه في مستوى حياتك، وتخيّل كيف يمكن أن تكافئ نفسك، في الناحية الصحية يمكنك أن تمارس الرياضة وتبرمج حياتك على الأفكار الإيجابية وتكررها بين نفسك بقوة وإيجابية، سوف تؤثر على نفسيتك وحياتك اليومية، سوف تجعلك تنطلق بقوة من أجل النجاح، وقسْ ذلك على جميع مناحي الحياة، تأكد أن التقدير الذاتي لنفسك سوف يرتفع مع تزايد إنجازاتك وتحقيق النجاحات. إن قانون التراكم يبدأ من أول فكرة تفكر فيها وتكررها مع نفسك فتصبح ملفات حياتك مرتبة، لذلك كن حريصاً على الأفكار التي تختارها وتضعها في ذهنك، يمكنك أن تستخدم قانون التراكم في إضافة الإيجابيات لك وللآخرين.