تتلخص فكرة هذا العنوان الطويل في أن (الإنسان يتحرر من التعب عندما يحوّل العمل إلى لعب). فإذا كنت تحمل ملفاتك إلى البيت، فلماذا لا تحمل ألعابك إلى المكتب.
وربما نطرح التساؤل التالي: هل يمكن تبني (ألعاب المكاتب) لتصبح جزءاً من العمل لا جزءاً من اللعب. وبمعنى آخر: هل يمكن تلطيف جو العمل؟ وعدم الإلحاح في الحضور في الوقت المحدد؟ لذلك عندما تكون مكاتب العمل في (المولات)، يوحي ذلك للموظفين بأنهم ذاهبون إلى التسوّق وليس إلى العمل، فهناك المطاعم والمقاهي والمكتبات وملاهي الأطفال. فالكافتيريا تخفف من وطأة العمل حيث يتناول الموظفون الأكلات السريعة ويتناولون فناجين القهوة وكؤوس الشاي.
متى يزول اغتراب العمل؟ ماركس الذي طوى التاريخ ملفاته الفلسفية، طرح هذا السؤال، وأجاب بنفسه: (عندما يتحول العمل إلى لعب). الصحافي يعمل كثيراً في البيت، لذلك يجب مضاعفة راتبه، فإذا هو يحمل ملفاته إلى البيت، لماذا لا يحمل ألعابه إلى المكتب؟
إدارة العمل مسؤولة عن تجميل مكان العمل. النساء بارعات في تجميل مكاتبهن، البعض منهن يضعن بعض الألعاب الملونة على حواسيبهن وبعض مصغرات الحيوانات أو الأشجار أو يعلقن البالونات على مكاتبهن. وبالأحرى يضفين نوعاً من الطرافة على مكان العمل. أما الرجال فلا يعرفون ذلك. في بعض المكاتب يحاول الرجال إضفاء نوع من الفكاهة على روح العمل كأن يقوم بعضهم بصنع طائرة ورقية ويرميها على زميله.
وهناك بعض مكاتب الصحف والمجلات وضعت طاولة لكرة المضرب أو كرة السلة ليقوم الموظفون ببعض الحركات من قبيل التخلص من العمل لبرهة والعودة إليه ثانية. فيما حرصت مكاتب أخرى أن يقوم موظفوها بطهي بعض الأكلات في مطبخ الشركة لتجعلهم يشعرون بأنهم في المنزل وليس في العمل.
هذه الفكرة تقوم على أساس تضييع نسبة 5 بالمائة من وقت الإنتاجية من أجل العمل في الـ 95بالمائة المتبقية. أحد الزملاء كان يمضي طوال الوقت في الكافيتريا لكنه لا يستطيع أن يبدع إلا هناك. وكبار رجال الأعمال من الأميركيين واليابانيين يؤكدون هذا المبدأ (أن نلعب لكي نعمل أفضل).
إحدى المجلات النسائية فتحت كافيتريا في مكاتبها ولكنها سرعان ما رفعت التلفزيون والمقاعد والطاولات لأن المدير لاحظ أن مكاتب الحواسيب خلت بينما امتلأت الكافيتريا. ولو لم يقم بذلك لحمل الصحافيون الطاولة والنرد والنارجيلة إليها.
إحدى الشركات اشترت مسدسات بلاستيكية من أجل توزيعها على الموظفين لكي يلعبوا بها أثناء وقت الفراغ. وهناك من وضع برنامج إطلاق الصواريخ للفقاعات انطلاقاً من الحاسوب لتغيير أجواء جدية العمل وكآبته. وبعض الشركات اخترعت مصغرات لهليكوبترات تطير لمسافة عشرين متراً في ممرات المكاتب من أجل إضحاك الموظفين.
أصبح مبدأ الارتياح لأجواء العمل اليوم طرازا تحتذي به الشركات بل تحولت إلى سوق منتجة لحقول الاتصالات والتسوق والمعلوماتية حيث إن طريقة الاستحياء والإلهام أثناء العمل هامة للغاية.
ولكن من يتجرأ أن يجعل مصغر هليكوبتر تطير بالقرب من رئيسه؟ في هذه الحالة، عليه أن ينتج كثيراً حتى يبرر لعبته ويجعلها مستساغة ومقبولة من قبل رئيسه.
قواعد اللعبة الذهبية هي أن نعرف متى نلعب ومتى نعمل.
