يعلل ميشال معوض نجل المرشحة لرئاسة الجمهورية نايلة معوض أسباب انسحاب والدته من المعركة بتفرغها لمواجهة مخططات حزب الله العدوانية بواسطة موقعها كوزيرة في الحكومة الحالية التي يقول عنها معارضوها إنها بتراء وغير شرعية، ويشرح متباهياً أن والدته كانت من أشرس المتصدين لهذا الحزب داخل الحكومة.

ويوحي هذا الشاب الذي يفترض أنه سيكون الوريث السياسي الشرعي الأكبر لعائلة آل معوض في المستقبل بأن والدته التي تقود معركة الاستقلال الفاصلة بوقوفها بشراسة في وجه حزب الله الذي حطم أسطورة إسرائيل وكسر شوكة الجيش الذي لا يقهر وافشل مؤامرة إحداث فتنة مذهبية ويدعو ليل نهار للحوار هو أهم وأفضل من المناقشة والمزاحمة على موقع الرئاسة الذي تعتبره حقاً شرعياً لها، ولكن النضال في مواجهة أطماع حزب الله هو الذي يعبد الطريق نحو الرئاسة على ما يبدو في هذه الأيام.

إن هذا المنطق الذي يتحدث به هذا الشاب المقبل على العمل السياسي اللبناني بتعقيداته ومخاطره هو حال الفريق السياسي الموالي كما يطلق عليه، إذ أصبح عنوانه الحقيقي والفعلي الإجهاز على المقاومة اللبنانية ونزع سلاحها الذي صنع انتصار صيف العام الماضي واعتباره سلاحاً ميليشياويا والميليشا بهذا المعنى مرادف للفوضى والقتل، ولهذا وقف النائب وليد جنبلاط منذ أشهر قليلة يجاهر بأنه أسقط القداسة عن سلاح المقاومة وتبنى الحملة الداعية لتطبيق القرارات الدولية الداعية لتسليم سلاح الميليشيات خصوصاً القرارين 1559 و 1701 اللذين يصنفان المقاومة اللبنانية وسلاحها تنظيماً إرهابياً.

ولهذا يمكن أن نفسر الهجوم الشديد على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في يوم القدس منذ أيام عندما اتهم إسرائيل بوقوفها وراء كل الاغتيالات السياسية التي جرت على الساحة اللبنانية منذ العامين ونصف العام، وإنها الجهة الوحيدة المستفيدة من حالة الفوضى والتوتر التي تسود الأراضي اللبنانية، وقامت القيامة أكثر عندما قدم نصرالله في نفس الخطاب مقترحات عديدة لحل قضية الخلاف على اختيار رئيس الجمهورية التوافقي الذي يقبل به كل اللبنانيين ويكون عامل توحيد وليس عامل تفرقة.

ويتبارى خصوم حسن نصر الله بالهجوم والتطاول عليه ردحاً وشتماً، كما حصل لأحد السياسيين المرموقين الذين وصفه بأنه لا يفهم سياسياً، كما يعمل هذا الفريق السياسي الذي كان منذ عامين حليفاً استراتيجيا لنصر الله في السياسة، والانتخابات وإليه يعود الفضل بحصول هذا الفريق على أكثرية نيابية يجاهر بها حاليا على إسقاط كل حجة أو كل مبادرة يتقدم بها نصر الله، وإظهار خطابه الوحدوي بأنه تقسيمي.

وتصوير وجوده السياسي خطرا على البلد وعلى الأمة، ولهذا نفهم ردة فعل بعض أركان الفريق الموالي الموصوف بالواقعية الذي اعتبر خطاب سيد المقاومة بأنه فاشل، والبعض الآخر سجل فجيعته بهذا الخطاب الذي وصفه الرئيس سليم الحص بأنه كان خطاباً وطنياً متوازناً.

لم يخل خطاب أو مقابلة تلفزيونية أو أية إطلالة إعلامية لسيد المقاومة إلا وانبرى الفريق الآخر بالهجوم عليها، وإظهار السلبيات فيها حتى إن كانت تنضح بالإيجابية، ولهذا فإن نصر الله سبق له أن اعترف بالذكاء الإعلامي لهذا الفريق الذي يملك طاقات كبيرة وكفاءات عالية في التزوير والتشويه للمواقف الواضحة.

إن الهجوم على المقاومة هو مطلب سياسي يأتي في رأس أولويات الفريق الموالي لأن الهدف الاستراتيجي لهذا الفريق هو التشهير ثم التشهير بسمعة هذه المقاومة الشريفة وإلحاق المزيد من الأذى بها، وتحويل سلاحها الذي عجزت إسرائيل عن ضربه إلى ميليشيا ليسهل تطبيق القرار الدولي عليه بعدما اعترفت وزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني أنه لو أتت معظم دول العالم فلن تستطيع سحب هذا السلاح، ولهذا فإن هذا الفريق عن سوء نية أو عن حسن نية يكمل سياسة دولية مشبوهة عجزت إسرائيل ذاتها بقضها وقضيضها أن تنفذها، وكلفتها الكثير.

الغريب أن يستنكر هذا الفريق الكلام الذي أعلنه نصرالله بأن إسرائيل هي التي ترتكب عمليات التصفية والإجرام بحق الشخصيات السياسية اللبنانية والغريب أكثر أن يشن هذا الفريق هذا الهجوم الشديد مع العلم أن الرجل لم يرتكب جريمة عندما قال إنني أقرأ بالسياسة تماماً كما قرأ السيد وليد جنبلاط منذ أشهر قليلة بالسياسة عمليات الاغتيال التي ترتكبها سورية معلناً أنه لا يملك أدلة ضد دمشق بذلك، ولكنه يتهم سياسياً.

والسؤال لماذا عندما يتهم وليد جنبلاط بالسياسة لا تقوم عليه القيامة ولكن عندما يتهم سيد المقاومة إسرائيل تقوم قيامة السياديين الجدد ولا تقعد؟

الجواب معروف لمن لا يخطئ العنوان. الهدف رأس المقاومة، لمن يحاول تدوير الزوايا.