شكل ملف مكافحة التطرف والإرهاب والتعاون الاستراتيجي اهم محاور أجندة القمة الثالثة الهندية الأفريقية، التي اختتمت أمس في العاصمة نيودلهي بإعلان رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي منح أفريقيا قرضا بشروط ميسرة قيمته 10 مليارات دولار، بالاضافة إلى برنامج الائتمان الحالي والتأكيد على دفع التعاون الأمني في محاربة الإرهاب فيما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أهمية تعزيز التنسيق مع الهند بما يتعلق بالتعامل مع الأنماط غير التقليدية للمخاطر التي تهدد السلم والأمن، وفي مقدمتها الإرهاب والقرصنة والجريمة المنظمة.

وجاءت القمة التي اختتمت أمس، والتي حضرها 54 زعيما أفريقيا بينهم قادة عرب، في ظل تحولات سياسية واقتصادية متسارعة وتحديات مشتركة إقليميا ودوليا. وترغب الهند في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن، لذلك فهي بحاجة إلى زيادة ثقلها على الساحة الدولية، وأفريقيا يمكن أن يكون لها دور مهم في تقديم الدعم السياسي لها.

وصدر عن القمة «إعلان نيودلهي» ويشمل القضايا الدولية التي تشغل الجانب الهندي والأفريقي. أما الوثيقة الثانية فتتعلق بإطار عمل للتعاون المشترك بين الجانبين في العديد من المجالات الحيوية الأخرى.

وطالب قادة الدول في مشروع البيان الختامي بضرورة القيام بعمل جماعي عاجل لوضع هيكل للحوكمة العالمية يكون أكثر ديمقراطية، ما يساعد على ترسيخ أطر أمنية وإنمائية دولية تكون أكثر إنصافا وعدلا.

وأعلن رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي منح أفريقيا قرضا بشروط ميسرة قيمته 10 مليارات دولار برنامج الائتمان الحالي.

وقال إن الهند وإفريقيا عليهما الحديث بصوت واحد بشأن الاصلاحات في الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الامن الدولي»

وأضاف «هذا هو عالم الدول الحرة واستيقاظ الآمال.. إن مؤسساتنا لا يمكن ان تكون ممثلة لعالمنا إذا لم تمنح صوتا لافريقيا التي تمثل أكثر من ربع أعضاء الامم المتحدة أو أكبر ديمقراطية في العالم التي يبلغ تعداد سكانها سدس البشرية».

وستعكس توافق الرؤى والأولويات الأفريقية والهندية، بحسب المراقبين، مدى الرغبة في الانتهاء من خطة العمل في غضون الأشهر القليلة القادمة.

الى ذلك، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أهمية تعزيز التنسيق مع الهند بما يتعلق بالتعامل مع الأنماط غير التقليدية للمخاطر التي تهدد السلم والأمن، وفي مقدمتها الإرهاب والقرصنة والجريمة المنظمة العابرة للحدود التي تمتد تداعياتها لتهدد الأمن والاستقرار في منطقتينا، لافتا إلى أهمية الدفع قدما بالتعاون الإفريقي الهندي في مجالات التجارة والاستثمار والبنية التحتية وتعزيز جهود الاندماج الإقليمي.

جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي أمس أمام قمة منتدى «الهند-إفريقيا» المنعقدة في نيودلهي، التي أشار خلالها إلى أن مصر تعتزم من خلال عضويتها في مجلس الأمن العمل على التوصل لحلول فعالة لقضايا إفريقيا. وأكد أن قناة السويس الجديدة ستجعل من مصر مركزا دوليا للتجارة والاستثمار والخدمات، داعيا الشركاء الأفارقة والهند إلى المساهمة في تنفيذ المشروعات المقرر إقامتها في محور قناة السويس الجديدة.