شهدت أوكرانيا خلال الساعات الـ24 الماضية تطورات دراماتيكية متسارعة صاحبها الكثير من الغموض والتضارب، فبينما سيطرت على المشهد ملامح «انقلاب» مع «اختفاء» الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وإشاعات عن هروبه، قرّر البرلمان إقالته وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 25 مايو المقبل.

وعززت المعارضة هيمنتها على مفاصل السلطة بتسلّم زمام البرلمان ووزارة الداخلية، ثم المصادقة على إجراء الانتخابات في مايو المقبل وإطلاق سراح رئيسة الوزراء السابقة المسجونة حالياً، يوليا تيموشينكو، مع سيطرة المحتجين على مبنى الرئاسة.

إقالة الرئيس

وقرّر البرلمان الأوكراني، إقالة يانوكوفيتش، وإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة في 25 مايو المقبل. وقال رئيس البرلمان الجديد ألكسندر تورتشينوف، إن برلمان البلاد اضطر للإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بسبب ابتعاد يانوكوفيتش عن تنفيذ مهام الرئيس.

وإثر ذلك، صوّت البرلمان على قرار يحدد 25 مايو المقبل موعداً لانتخابات رئاسية مبكرة، وذلك استناداً إلى أن الرئيس «لم يعد يمارس مهامه». كما قرر البرلمان أن يقوم رئيسه المنتخب الجديد الكسندر تورتشينوف بتنسيق عمل مجلس الوزراء قبل تشكيل حكومة ائتلافية.

وكان رئيس البرلمان، فلاديمير ريباك، والنائب الأول له، إيغور كاليتنيك، المقربان من يانوكوفيتش، قدما استقالتهما، فيما انسحب أربعون نائباً من حزب «المناطق» الحاكم.

وقرّر البرلمان العودة إلى العمل بدستور عام 2004 من دون مصادقة الرئيس عليه، كما قرر الإفراج عن تيموشينكو، في حين عيّن النائب المقرّب من تيموشينكو، أرسين افاكوف، وزيراً للداخلية بالوكالة.

وإثر ذلك خرجت تيموشينكو من المستشفى الذي كانت تحتجز به تحت الحراسة. وقال مصور من «رويترز» إن تيموشينكو لوحت لأنصارها من سيارة لدى خروجها من المستشفى بمدينة خاركيف شمال شرق أوكرانيا.

الرئيس باقٍ

وبعد أن طفت إشاعات بهروبه، أكدت مستشارة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، أنا جيرمان أنه موجود في مدينة خاركيف شرق البلاد. وأضافت في تصريحات لوكالة انترفاكس الروسية أنه يحضر مؤتمراً للنواب البرلمانيين من المناطق الواقعة جنوب شرق أوكرانيا، مؤكدة أنه سيعود إلى العاصمة كييف.

وأعلن يانوكوفيتش أنه «لا ينوي الاستقالة»، وذلك في كلمة بثها التلفزيون. وقال في تصريح للتلفزيون المحلي في مدينة خاركيف في شرق البلاد: «لن أغادر البلاد إلى أي مكان.

ولا أعتزم الاستقالة. فأنا الرئيس المنتخب شرعياً». وأضاف أنه يشعر بأن أمنه وأمن الأشخاص المقربين منه مهدد من قبل المتظاهرين الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من وسط كييف.

وأضاف: «لقد تعرضت سيارتي لإطلاق النار. ولكنني لست خائفاً»، واصفاً ما حدث أمس بأنه «تخريب وأعمال عصابات وانقلاب». وأكد أنه لن يوقع أياً من القوانين الجديدة التي أصدرها البرلمان، قائلاً إن القرارات التي اتخذها غير شرعية.

الحكومة تعد بتسليم السلطة

من جهتها، قالت الحكومة الأوكرانية التي ما زال يرأسها حليف للرئيس يانوكوفيتش إنها ستضمن تسليماً سلساً للسلطة لإدارة جديدة. وأضافت في بيان: «يعمل مجلس الوزراء ووزارة المالية بشكل طبيعي... الحكومة الحالية ستسلم السلطة بشكل كامل ومسؤول وفقاً للدستور والقانون».

ميدانياً، تمكن متظاهرون من دخول حرم المقر الرئاسي في وسط العاصمة. وقال محتجون إنهم سيطروا على مقر الرئاسة في العاصمة كييف في الوقت الذي يضغط فيه زعماء المعارضة من أجل استقالة الرئيس.

وقال أحد زعماء المحتجين أوستاب كريفديك لمراسل «رويترز» داخل مقر الرئاسة «إنه (الرئيس) ليس هنا ولا يوجد هنا أي من مسؤوليه أو أي أحد على صلة مباشرة بالإدارة هنا».

موقف الجيش

من جهته، أكد الجيش الأوكراني أنه لن يتدخّل في الأزمة وقالت رئاسة الأركان الأوكرانية على موقع وزارة الدفاع إن القوات المسلحة الأوكرانية لن تتدخل في أي صراع سياسي تشهده البلاد.

وأضافت «تحافظ القوات المسلحة الأوكرانية على التزاماتها الدستورية ولا تستطيع الدخول في الصراع السياسي الداخلي».كما أعلنت الشرطة الأوكرانية وقوفها «إلى جانب الشعب» ومشاطرته تطلعاته نحو «تغييرات سريعة»، وذلك في بيان باسم مجموع عناصرها نشر على الموقع الرسمي لوزارة الداخلية.

مواقف دولية

في هذه الأثناء، دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ونظيره الفرنسي لوران فابيوس الحكومة والمعارضة في أوكرانيا إلى احترام الاتفاق للخروج من الأزمة، وفق ما ورد في بيانين منفصلين في برلين وباريس.

وقال شتاينماير «بات يجب على طرفي النزاع - سواء أكان من جانب الحكومة أم من جانب المعارضة- الالتزام بما اتفق عليه والبدء ببناء علاقة ثقة»، مشدداً على أن الأولوية هي «في الدرجة الأولى للبدء بمفاوضات لتشكيل حكومة مؤقتة».

من ناحيته، اجرى فابيوس محادثات مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي وروسيا داعياً «الطرفين إلى تفادي أعمال العنف واحترام الاتفاق الذي تم التوصل إليه».

وطلب فابيوس «القيام بتحرك فوري في هذا الاتجاه لدى الرئيس الجديد للبرلمان الأوكراني».واعتبر وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أن تطورات الساعات الأخيرة في كييف لا تمثل انقلاباً.

من جهتها، نددت موسكو بالمعارضة الأوكرانية وحذرت من تهديد لسيادة البلد. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن «المعارضة لم تف بأي من التزاماتها فحسب، بل تطرح مطالب جديدة عبر خضوعها للمتطرفين المسلحين واللصوص الذين تشكل أعمالهم تهديداً مباشراً للسيادة وللنظام الدستوري في أوكرانيا».

 

 

توضيح من مطار الفجيرة

 

أكد مصدر مسؤول في مطار الفجيرة الدولي أن ما تم تناقله على شبكة التواصل الاجتماعي بشأن الطائرة الأوكرانية عار عن الصحة. وذكر أن الطائرة الأوكرانية، التي كانت متجهة إلى مطار دبي الدولي وتقل رجل أعمال أوكرانياً يتردد باستمرار على دولة الإمارات لأعمال تجارية، هبطت اضطرارياً بسلام في مطار الفجيرة الدولي بسبب الضباب.