كشف تقرير أميركي أن خطر تعرض أنشطة النفط والغاز الطبيعي في أميركا لهجمات إلكترونية يتزايد ما قد يضر بقدرة شركات الطاقة على المنافسة أو يضطرها لإغلاق خطوط أنابيب ومصافي ومنصات حفر.. في وقت أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ خلال زيارة إلى الولايات المتحدة أن «الإرهابيين يريدون الإساءة إلينا في السر كما أن الشبكات الإجرامية تخطط لسرقة معلومات عنا بعيداً عن الأضواء».

ونقل التقرير، الصادر عن مجلس العلاقات الخارجية، عن بيانات لشركة البرت لوجيك للخدمات الأمنية أن «عدد هجمات الفيروسات التي استهدفت أنشطة الطاقة بما في ذلك منتجو النفط والغاز في الفترة من أبريل إلى سبتمبر من العام الماضي أعلى من أي قطاع آخر».

وافاد بأنّ «الهجمات الإلكترونية على شركات الطاقة تتزايد من حيث وتيرتها وتقدمها وتأخذ شكلين الأول التجسس الإلكتروني من أجهزة عسكرية ومخابراتية وعصابات للجريمة المنظمة ومتسللين أفراد»، وأضاف أن الشكل الثاني يتمثل في تعطيل أنشطة مهمة أو عمليات من خلال هجمات على الشبكات.

تبادل المعلومات

إلى ذلك، شدد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على أهمية تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال هيغ، في كلمة في كاليفورنيا على خلفية قضية المستشار السابق لدى الاستخبارات الأميركية ادوارد سنودين الذي تتهمه الولايات المتحدة بالتجسس: «يجب ان نفتخر بالعلاقة الفريدة والضرورية لتبادل المعلومات الاستخباراتية بين بريطانيا والولايات المتحدة».

 وأضاف: «شهدت الأسابيع الماضية جدلاً ولنكن واضحين حول الموضوع: في بلدينا الاستخبارات تتم ضمن اطار قانوني محدد».

وتابع وزير الخارجية البريطاني القول: «نحن نعمل بموجب القانون ونتحمل مسؤولياتنا. وبعض الدول تستغل الاستخبارات للتحكم بشعوبها بينما نحن نقوم بذلك لحماية حرياتهم».

وكشف هيغ عن أن «الإرهابيين يريدون الإساءة إلينا في السر كما ان الشبكات الإجرامية تخطط لسرقة معلومات عنا بعيداً عن الأضواء وكذلك وكالات التجسس الأجنبية وبرنامج الأسلحة الجديدة كلها تعمل في السر»، وتابع: «لذلك لا يمكننا حماية شعوبنا من دون الرد على هذه التهديدات في السر لأننا اعتدنا على العمل معاً».

رفض التعليق

ورفض هيغ التعليق لدى سؤاله عن رأيه ازاء المعلومات التي سربها سنودين حول برنامج لوكالة الأمن القومي يتيح التجسس عبر الإنترنت.

وقال: «أنا الوزير المسؤول عن هذه المسائل في بريطانيا ولا بد ان اكون حريصاً حول ما أدلي به في هذا الشأن». وأضاف «من المهم ألا يتضمن أي شيء نقوله معلومات يمكن أن يستفيد منها.. إرهابيون أو مجرمون او وكالات تجسس أجنبية تريد الإساءة الى دولنا».

جيمس بوند له موقف

إلى ذلك، أعرب الممثل البريطاني روجر مور، الذي جسد شخصية العميل المخابراتي جيمس بوند لسنوات طويلة، عن عدم تفاجئه بحجم النشاط التجسسي لبريطانيا.

وقال مور في تصريحات صحافية إن «المخابرات الأميركية (سي.آي.إيه) والصينيين يفعلون الشيء نفسه... الكل يتجسس على الكل». وتأتي تصريحات مور، على خلفية كشف الموظف السابق في جهاز الأمن القومي الأميركي معلومات سرية عن استخدام برامج تنصت ورصد إلكتروني واسع النطاق من قبل أجهزة استخبارات أميركية وبريطانية.

 

موسكو ترفض الضغوطات لتسليم سنودن العالق في مطار روسي

لايزال رجل الاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن عالقا لليوم الرابع على التوالي مطار شيريميتيفو الدولي في العاصمة الروسية موسكو بعد إلغاء جواز سفره الأميركي وعدم حيازته أي وثائق هوية أخرى، وهو ما يمنعه من شراء تذكرة طيران جديدة.. في وقت اكدت موسكو مجددا رفضها أي تهديد أميركي لتسليم سنودن، بالتزامن مع إعلان رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو أن بلاده مستعدة لدراسة طلب لجوئه إن تقدم بهذا الطلب رسميا.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية «انتر فاكس» عن مصدر لم تحدد هويته أنّ «جواز سفر سنودن الأميركي ألغي، وليس معه وثائق هوية أخرى، ولذا اضطر إلى البقاء في مطار شيريميتيفو لأنه غير قادر على الدخول إلى روسيا أو شراء تذكرة (أخرى).»

في الأثناء، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي كيتلين هايدن، في مؤتمر صحافي أمس، إن «وضع وثائق السفر الموجودة لدى سنودن والاتهامات بالتجسس الموجهة له تشكل أساسا قانونيا لتمكين روسيا من طرده رغم عدم وجود اتفاق تسليم (مجرمين) مع موسكو».

الرد الروسي

وفي وقت لاحق، ردت روسيا مجددا على الطلب الأميركي بتأكيد ان «أي تهديد أميركي لن يرغمها على تسليم ادوارد المستشار السابق لوكالة الأمن القومي الأميركي» مشيرة إلى أنه لا يزال في منطقة الترانزيت في احد مطارات موسكو.

وكتب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في (الدوما) ألكسي بوشكوف على حسابه على «تويتر» ان التهديدات الأميركية حيال روسيا والصين في قضية سنودن «لن تأتي بنتيجة» واصفا هذه الضغوط بانها «طائشة».

مبادرة فنزويلا

في غضون ذلك، قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إنه سيدرس موضوع منح سنودن حق اللجوء في فنزويلا فيما لو طلب ذلك. وقال مادورو الذي يقوم بزيارة رسمية إلى هايتي: «لم نتسلم طلبا رسميا، ولكن في حال تسلمنا هذا الطلب لن نتردد في قبول طلب اللجوء».