يترقب العديد من المراقبين والمختصين في القطاع السياحي أداء الرئيس المصري الجديد د. محمد مرسي في هذا القطاع، خاصة أنه ينتمي إلى تيار الإسلام السياسي. ويحبس الجميع أنفاسه نظرا لما للقطاع من أهمية في الدخل القومي، وتداعيات وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم، وما هي استراتيجية الرئيس المنتخب الجديد ونظرته في التعامل مع القطاع السياحي، الذي يشكل ما بين 4 إلى 4.5 من الموازنة.
ويؤكد خبراء وعاملون في قطاع السياحة أن فرض قيود على السائحين الوافدين إلى مصر سيؤثر سلبا في معدلات تدفقهم، ما يعزّز في الأخير من تهاوي نسب النمو المتوقعة، بصورة قد تحرم الاقتصاد المصري من تحقيق نسب النمو المنشودة بالموازنة العامة للعام المالي 2011 ـ 2012، والبالغة من 4 إلى 4.5 في المئة، في الوقت بلغت فيه نسبة انخفاض القطاع السياحي نحو 35.4 في المئة منذ 2011 وحتى الآن، وفقا للبيانات الرسمية.
ويعمل في قطاع السياحة، وفق الإحصاءات الصادرة قبل ثورة 25 يناير 2011 نحو 4 ملايين مصري بصفة مباشرة، ونحو 4 ملايين بطريقة غير مباشرة، فيما كان يدر القطاع دخلاً على البلاد ما يعادل نحو 12 مليار دولار سنويا، في الوقت الذي بلغ فيه عدد السائحين الوافدين إلى مصر نحو 12 مليون سائح سنويا.
تباين
وتتباين الآراء بشأن قدرة الرئيس الجديد على النهوض بالقطاع. فبينما يرى خبراء اقتصاد أن صعود تيار الإسلام السياسي سيلقي بظلال قاتمة على القطاع، وسيؤدي إلى «خنقه» إضافة إلى العديد من القطاعات الأخرى. يرى آخرون أن هذا التيار قادر على إدارة النظام الاقتصادي المتكامل بما فيه قطاع السياحة، خاصة أن الأزمة المالية العالمية كشفت عن الوجه الحقيقي للتعاملات الإسلامية؛ لأنها المؤسسات الوحيدة التي نجت من طوفان الأزمة، مما يعني أن الاقتصاد الإسلامي يقي من الأزمات ويضمن ارتقاء الدولة.
أما خبراء السياحة، فيرون أن أكثر القطاعات تأثرا بالسلب لصعود تيار الإسلام السياسي هو قطاع السياحة، نظرا لمحاولة فرض قيود على السائح.
من جانبه، يقول رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة سامي محمود، إنه لا يمكن لدولة تريد أن تحقق طفرة سياحية وضع ضوابط على حرية السائحين، الأمر الذي يندرج تحت بند التدخل في عادات السائح، التي لا يجب التعرّض لها بأي حال من الأحوال. ويشير إلى أن العديد من نماذج الدول الإسلامية مثل ماليزيا حققت طفرة سياحية كبيرة؛ رغم كونها لم تقم بوضع ضوابط على السياحة، ما يعني أنه لا يمكن أبدا إهدار نحو ما يقرب من 200 مليار جنيه قيمة استثمارات هذا القطاع في العام، خاصة أن وضع تلك «الضوابط» يؤثر سلبا في نسب النمو.
في المقابل، يقول عضو لجنة السياحة الدينية في غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة باسل السيسي إنه في الوقت الذي يعتبر فيه القطاع السياحي مهددا بقوة بعد تمكن الإسلاميين، يصبح المستفيد الأكبر من ذلك هم العاملون في قطاع سياحة رحلات الحج والعمرة، التي من المقرر أن تنشط بصورة كبيرة خلال المرحلة المقبلة، في ظل صعود الإسلاميين. السياحة الشاطئية
%80
يرى رئيس هيئة التنشيط السياحي السابق عادل عبد العزيز أن السياحة الشاطئية التي تمثل 80 في المئة من إجمالي السائحين الوافدين لا يمكن أبدا أن تكون عائقا أمام استراتيجيات الرئيس الجديد، خاصة أن تلك السياحة تكون في مناطق نائية بعيدا عن التكتلات السكنية وبعيدا عن العاصمة والمدن الرئيسية المزدحمة بالسكان وتتمركز السياحة الشاطئية في شرم الشيخ والغردقة، ما يعني أنه لن يضير الشارع ذلك، وأن أي تعديلات أو تغيرات في منظومة السياحة تؤثر بقوة في القطاع وتزيد من العاطلين.
