وصف عدد من البرلمانيين المصريين الحرائق التي تعرّضت لها مستودعات شركة «النصر» للبترول في مدينة السويس (شرق مصر) بأنها حوادث مُدبرة، من قبل العديد ممن لا يرتضون باستقرار مصر خلال الفترة الحالية، متوقعين في الوقت ذاته تزايد حوادث الحرائق وغيرها من الحوادث، التي قد تصل إلى الاغتيالات خلال المرحلة المقبلة، بما يهز استقرار مصر، ويحرم الثورة من تحقيق مكتسباتها بشكل واضح، على حد قولهم.

واستشهد البرلمانيون المصريون بصفحة من صفحات التاريخ المصري، عندما قال خالد محيي الدين، أحد الضباط الأحرار في مذكراته بعنوان «الآن أتكلم»: «في أثناء عملية نقل السلطة للرئيس جمال عبدالناصر، زادت الحرائق والتفجيرات حتى أتى ناصر ليعمّ الأمن والأمان».. وهو السيناريو الذي يتوقع مراقبون إمكان تحققه من جديد على الساحة المصرية، بما يخدم أجندات الفلول أو المحسوبين على النظام السابق.

واحتدم الجدل داخل البرلمان المصري حول حرائق السويس والمتسبب فيها، الأمر الذي دفع البرلمان إلى اتخاذ عدة خطوات وردود أفعال للرد على هذه الحرائق، فأحال رئيس البرلمان د.محمد سعد الكتاتني، البيانات العاجلة التي قدمها النواب بخصوص حريق شركة النصر للبترول بالسويس إلى لجنة الصناعة، ومكتب الدفاع والأمن القومي؛ لإعداد تقرير بشأن الحادث، والبحث حول تداعياته وأسبابه.

في الوقت الذي اعتبر فيه عدد من النواب، وعلى رأسهم النائب عباس محمد، بأنه مؤامرة ضد السويس، مطالبًا القائد العام للجيش والقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي ورئيس مجلس الوزراء د.كمال الجنزوري، بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول هذا الحادث.

أما نائب مدينة السويس عبدالخالق محمد، فأكد أن الأمر «مؤامرة» أيضًا، مطالبًا بضرورة نقل مصانع البترول المختلفة بعيدًا عن المجمعات السكنية المتخمة بالسكان، مشيرًا إلى أن هناك ثلاث حرائق حدثت في آن واحد، حيث شبت النيران في محطة للبنزين وشركة النصر للبترول وعدد من المخازن، معتبرًا أن ذلك الحادث يضاف إلى ما سماه «سجلات الفشل لحكومة الجنزوري» التي عجزت عن التصدي للثورة المضادة، في الوقت الذي طالب فيه زعيم الأغلبية بمجلس الشورى علي فتح الباب بضرورة حضور المشير طنطاوي والدكتور كمال الجنزوري للمجلس لمساءلتهما حول الحادث. من جانبه، استنكر وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق.

والخبير الأمني اللواء فؤاد علام، إمكانية وجود أي شبهة على أن الحادث مُدبر، مطالبًا الجميع بضبط النفس خلال الفترة الحالية لتخطي المرحلة الانتقالية بسلام، قائلاً: «الحديث عن وجود مؤامرات دائمة يضع الشارع المصري في قلق دائم، ويحرمه من تحقيق مكتسبات الثورة في الوقت المطلوب».

يأتي هذا في الوقت الذي نشبت فيه حرائق في عدة أماكن متفرقة في مصر، أبرزها الحريق الذي حدث بالمنطقة الصناعية في محافظة الدقهلية، وانفجار محطة بنزين بمدينة دسوق في محافظة كفر الشيخ.