تعرف مصر مشكلة كبرى تمس مصدراً رئيساً للدخل لدى فلاحي مصر، على خلفية انتشار مرض «الحمى القلاعية»، وفي الوقت الذي تمثل فيه الماشية رأس مال الفلاح المصري وثروته ومصدر رزقه، ذكرت تقارير أن المرض استشرى في ربوع المحافظات، بصورة تشبه «الوباء»، إلا أن وزارة الصحة نفت صحة هذه التقارير، تزامنا مع دعوة حزب المصريين الأحرار لعدم الانسياق وراء ما سماه «الإشاعات والتهويل الإعلامي».
وأوضحت التقارير أن أعراض المرض ظهرت من جديد في 23 محافظة، وتم عزل أكثر من 3 آلاف رأس ماشية تخوفاً من إصابتها بالمرض ونقل العدوى لباقي المواشي، في الوقت الذي تم فيه الاشتباه بانتقال المرض لشاب يقطن بمحافظة الغربية، وهو ما أحدث زلزالاً داخل أوساط المجتمع، خاصة أن المرض «نادراً ما ينتقل إلى البشر» على حسب تأكيدات الخبراء.
من جانبها، نفت وزارة الصحة انتشار المرض، مؤكدة على أن الأعراض التي ظهرت على الشاب وتم الاشتباه بأنها «حمى قلاعية»، ما هي إلا «أعراض مرض جلدي» يصيب الإنسان، سمته بـ «الهربس البسيط».
هذا في الوقت الذي حذّر حزب المصريين الأحرار في بيان له حصلت «البيان» على نسخة منه، من الانسياق وراء حملات التهويل وإثارة الفزع التي يتم الترويج لها في بعض وسائل الإعلام من مخاطر الحمى القلاعية واحتمالات انتقالها إلى الإنسان، وخاصة في هذه المرحلة المهمة في تاريخ مصر، والتي تتوجه فيها أنظار المصريين نحو عملية كتابة الدستور وإجراء أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، فيبدو أن الهدف، على حد رؤية الحزب، هو «إبطاء وعرقلة مرحلة التحول الديمقراطي التي تمر بها مصر الآن».
يقول الأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة القاهرة د. علي قناوي، عضو اللجنة الطبية بالحزب، إن مرض الحمى القلاعية الذي يصيب المواشي لا ينتقل إلى الإنسان إلا في حالات نادرة، وإنه في حال انتقال العدوى إلى الإنسان فإن أعراض المرض لا تزيد على الإصابة بارتفاع طفيف في درجات الحرارة يصاحبه التهاب بسيط في الحلق، مؤكداً أن الشفاء من هذه الأعراض «يحدث تلقائياً في مدة قصيرة».
وكنوع من الاحتياط، تقدّمت الحكومة الفرنسية بعرض رسمي للحكومة المصرية لتوريد اللقاح السداسي المضاد للعترة الجديدة من مرض الحمى القلاعية «سات 2»، المشتبه في ظهورها بمصر، والمرجح أنها السبب في حصد آلاف الرؤوس من الماشية في بضعة أسابيع.
يقول محمد أبو حليمة (فلاح) إن هناك الكثير من الأعراض التي ظهرت على الماشية، مثل تلك الأعراض التي ظهرت عام 2006، وجعلت الفلاحين يفقدون ملايين المواشي، وهي أعراض مرض الحمى القلاعية القاتل، مشيراً إلى أن انتقال مثل هذا المرض للإنسان أربك حسابات أهل القرى، وجعلهم يتخوفون بصورة كبيرة على مصيرهم، في الوقت الذي تؤكد فيه وزارة الصحة عدم انتشار المرض، إلا أن حالة من «عدم الطمأنينة» تنتاب أهل القرى بشأن الأعراض التي تظهر على الماشية، وتجعلهم يفقدون عدداً كبيراً يومياً، على حد قوله.
ويردف القول إن الماشية تعد «مصدر رزقي ورزق أولادي، وهي رأس مالي في الحياة، وفي حال فقدانها، فإني سأفقد هذا المصدر، فلابد أن تتدخل الحكومة سريعاً لحل تلك الأزمة، وملاحظة هذا الوباء القاتل؛ حفاظاً على الصحة العامة ومصلحة المواطنين».
على صعيد متصل، تسببت الحمى القلاعية في امتناع الكثير من المصريين عن شراء اللحوم خوفاً من تعرضها للإصابة والاتجاه إلى بدائل أكثر أماناً كالأسماك والدجاج، على الرغم من ارتفاع أثمانها بشكل كبير.
تقول أم محمد: «منذ ظهور هذا المرض وأنا لم أدخل اللحوم بيتي، خاصة وأن هناك بعض التجار منعدمي الضمير قد يبيعون لحمة من المواشي المصابة أو النافقة بعد ذبحها»، مشيرة إلى أنها «امتنعت أيضا عن شراء الألبان حتى انتهاء هذه المصيبة»، على حد قولها.
