مع استمرار ظاهرة التدني والتدهور الاقتصادي الذي تعيشه مصر، وتأثير ذلك على الأوضاع الاجتماعية والأزمات المتعاقبة المترتبة على ذلك، بات الزواج والاستقرار بالنسبة للكثير من الشباب والشابات حلماً يكاد يغدو سراباً، إلا أن فكرة طرحها الأستاذ بمعهد المصل واللقاح البيطري صفي الدين المهدي بتأسيس «بنك الزواج» مستلهماً من تجربة ونجاحات «بنك الفقراء» في بنغلاديش، فضلا عن طرحه فكرة الزواج الجماعي.
واقترح المهدي أن يتم تأسيس «بنك مصر للزواج»، على غرار «بنك الفقراء» في بنغلاديش، يقوم هذا البنك بتقديم 60 ألف جنيه مصري كقرض للشاب المصري المقبل على الزواج «40 ألف جنيه للشاب، و20 ألفا لزوجته»، وهو قرض حسن، بدون أي فوائد، يسهم في تَحْجيم تلك المشكلة وتداركها سريعًا.
ووفقًا لمبادئ وقوانين هذا البنك، فإنه على الزوجين سداد هذا القرض الحسن على فترة تصل إلى نحو 20 عامًا، بواقع 125 جنيهًا كل شهر، أو على مدة 15 سنة، بواقع 165 جنيهًا بالشهر الواحد، ويهدف هذا البنك إلى مساعدة الشباب والشابات على الزواج سريعًا، في سن مبكرة؛ لإحصانهم وإبعاد شبح العنوسة عنهم.
يتم تمويل البنك المقترح عن طريق خصم 10 جنيهات فقط من كل موظف بالدولة، حتى لا يكون البنك عبئًا على ميزانية الدولة، بما يعني أن البنك سوف يدخله شهريًا ما يقرب من 60 مليون جنيه، وهو مبلغ كاف لدعم الكثير من الشباب كل شهر، والإسهام في إنعاش الاقتصاد المصري، عن طريق شراء الآلات الخاصة بالزواج مثل الأثاث وما إلى ذلك أيضًا.
وعدد القائم على طرح الفكرة مصادر تمويل البنك المقترحة، فكان من ضمن المصادر أن تقوم الأندية المصرية المختلفة بدعم البنك، عن طريق مساهمة 10 في المئة من اتحاد الكرة للبنك، وهي الفكرة التي لاقت رواجًا كبيرًا داخل الشارع المصري وحملة تأييد واسعة من قبل الشباب.
آراء مساندة
يقول أحمد علي إن «الفكرة جيدة، وهي من ضمن الأفكار الكثيرة التي خرجت عقب الثورة، وهو نوع من التفكير الإيجابي الذي يجب أن نتبعه جميعًا كمصريين، استغلالاً لثروات هذه البلد غير الفقير، بدلا من أن نشحذ أو نقترض من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، مؤكدًا في الوقت ذاته على أن يتم دخول الفكرة حيز التنفيذ، وألا تصبح مجرد أفكار تتقاذفها الكلمات وفقط، ويتم بناء آمال عليها ولا تنفذ».
من جانبها، تقول إسراء فتحي إن «تأسيس بنك للزواج على غرار بنك الفقراء في بنجلاديش يسهم بدوره في حل مشكلة العنوسة والزواج في مصر، ويقضي على هذا الشبح الذي يهدد الفتاة والشباب بمختلف أنحاء مصر، وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها مصر خلال الفترة الحالية»، مطالبة حكومة الدكتور كمال الجنزوري باتباع سبل تنفيذها في أقرب وقت، وخاصة أنها توفّر للدولة ملايين الجنيهات، وتسقط عن كاهلها أعباء كثيرة.
كما طالبت إسراء بأن يتسم أصحاب الفكرة بـ «النفس الطويل» والصبر، حتى يتم تنفيذها على الواقع العملي، وخاصة أنها تعالج واحدة من أخطر المشكلات التي يواجهها الشباب في مقتبل عمرهم، وهي مشكلة الزواج.
رسالة
«اسمي علي السيد، أتممت منذ أسابيع قليلة عامي السابع والعشرين، لم أجد حتى الآن وظيفة مناسبة، عملت بأكثر من مكان، لم أستطع من راتبي الضعيف جدًا ادخار أي شيء لزواجي، ويتقدم بي العمر، وأجد غيري ممن يصغرونني سنًا يقبلون على الزواج. أباركهم وفي قلبي كمد وألم، أشتاق إلى أن يأتي اليوم الذي يباركونني فيه عريسًا، لكن يبدو أنه سيتأخر، فأنا لا أملك شيئًا من الدنيا سوى راتبي الذي لا يتعدى خط الفقر العالمي».. بهذه الكلمات عبّر شاب مصري عن حجم ضعفه وفقره، وهو كغيره من الشباب الذين لا يجدون ما يدخرونه للزواج.
، مع تدني الأوضاع الاقتصادية وعدم وجود فرصة عمل، إلا أن فكرة «بنك الزواج» كانت كفيلة لأن تعطي شابًا مثل علي الأمل في الزيجة المباركة.
