اعترف رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري (الغرفة الأولى في البرلمان) عبدالعزيز زياري بوجود جمود سياسي في الجزائر، محملا ذلك للأحزاب السياسية الثلاثة التي تشكل الحكومة الحالية. وقال زياري في تصريحات صحافية إن «التحالف الرئاسي يتحمل مسؤولية الجمود السياسي، وأتمنى أن تصبح هناك معارضة قوية، لأن التفرد بالساحة يؤدي إلى التجاوز أحيانا، غير أننا لسنا مسؤولين عن ضعف المعارضة أو إيجاد معارضة افتراضية، هل نلجأ إلى التزوير كي نوجد معارضة قوية، وهناك دول تعقد تحالفات تقضي نهائيا على المعارضة، لأن الهدف هو العمل وليس سب وشتم بعضهم البعض».

واعتبر أن الإصلاح السياسي الذي أعلن عنه بوتفليقة «لا علاقة له بالأحداث التي يشهدها العالم العربي من أحداث أو الحراك الاجتماعي الذي شهدته الجزائر أو حتى محاولات إثارة الساحة السياسية من قبل البعض، والإصلاح هو خطوة لإرجاع السيادة للجزائري».

وفسّر زياري ذلك بمعنى «تجسيد خياراته وقراراته عبر مجالس تمثيلية منتخبة سواء في المجالس البلدية أو الولائية أو الوطنية من خلال تعزيز حقه في انتقاء ممثليه بالمجالس المنتخبة، ذلك لأن هذه الأخيرة بكل صراحة منقوصة الصلاحيات، بسبب تسلط الإدارة، وعندما نتحدث عن تجسيد الإصلاح والمسار الديمقراطي عبر مراحل».

إلى ذلك، تساءل زياري عن ماهية الإصلاح السياسي الذي تدعو إليه المعارضة قائلا «عن أي إصلاح سياسي يتحدثون؟ هل الإصلاح يعني أننا نغادر الساحة لتمكينهم من مناصبنا، وهناك من زل لسانه وقال إنه يتعين على الجيش والعسكر التدخل لإزاحة فلان وتنصيب فلان، مطالب هؤلاء الديمقراطيين هي من هذا النوع وهدفهم المناصب، عبر طريق غير طريق الصندوق»، معتبراً أن «الفترة المقبلة هي فترة لتعزيز الإصلاح وتعميقه وليست الانطلاقة، وهنا تجدني ملزما للتأكيد على أن الفضل في الإصلاح يعود إلى الرئيس بوتفليقة دون غيره، ولا فضل لأي حزب أو أطراف أخرى فيه، والمجلس البرلمان جاهز لاستقبال مختلف القوانين العضوية التي ستحال عليه لتحقيق الإصلاح».

من ناحية أخرى، حذر زياري تبني النظام البرلماني واعتبره خطرا على مستقبل بلاده، بقوله إن «النظام البرلماني خطر لأنه يضع الحكم في يد الوزير الأول المنتخب من قبل المجالس المنتخبة، وأؤكد أنه على مدى 30 الى 40 سنة المقبلة النظام البرلماني يبقى خطرا على الجزائر، لأن الخارطة السياسية الحالية، ستنتج نظاما عروشيا جهويا، وأرفض هذا النظام، رغم أنني من منصبي يفترض أن أدافع عن النظام البرلماني الذي يجعلني أقوى من رئيس الجمهورية، غير أنني أرفض التلاعب بمصير الجزائر». ()