أحمد عبدالله طعيمة أحد الضباط الاحرار الذين قاموا بثورة 23 يوليو 1952 وهو من مواليد 9 مايو 1922 تخرج فى الكلية الحربية عام 1940 وتخرج فى كلية أركان الحرب عام 1950 وعين مدرسا بها ثم مسئولا عن هيئة التحرير، وهو أول تنظيم سياسي شعبي للثورة عام 1953 وعين سكرتيرا عاما مساعدا للاتحاد القومى الذي حل محل هيئة التحرير وكان عضوا فى أول برلمان فى عهد الثورة عام 1957 ووزيرا للأوقاف من عام 1959 إلى عام 1961 وعمل سفيرا لمصر فى الأرجنتين من عام 1963 حتى عام 1964 وتولى مسئولية الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكى العربى فى عام 1965 ثم عين وزيرا برئاسة الجمهورية حتى عام 1974 .
احب الرئيس عبدالناصر وكان يجله ويحترم فيه وطنيته واخلاصه لبلده وحبه لشعبها رغم اختلافه معه فى بعض المواقف كان له الفضل من خلال موقعه فى هيئة التحرير فى تجميع فئات الشعب المصرى حول الرئيس عبدالناصر كما لعب دورا بارزا فى انهاء أزمة مارس 1954 التى كادت تقضى على الثورة.
فى هذا الحوار يقدم الوزير أحمد طعيمة شهادته على ثورة يوليو بعد مرور نصف قرن على قيامها. ـ
كيف بدأت علاقتكم بجمال عبد الناصر؟
ـ كنت منضما لجماعة الإخوان المسلمين لكننى انقطعت عنها بسبب تبنيها لأعمال القتل والاغتيالات وشعرت بالعجز عن المشاركة فى عمل لإنقاذ الوطن من براثن الاحتلال البريطانى وكانت تربطنى علاقة صداقة قوية بالصاغ وحيد رمضان ففاتحنى فى الانضمام إلى الضباط الاحرار فقبلت على الفور فقدمنى إلى الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر وبعد أيام قليلة أخبرنى عبدالحكيم بأن أقابل عبدالناصر فى كازينو أوبرا وأعطانى رسالة له عن عزيز باشا المصرى واعتقد ان هذا اللقاء كان بهدف اعطاء الفرصة لعبدالناصر ليتعرف على عن قرب وبعد تخرجى من كلية أركان الحرب فى عام 1950 عينت بالكتيبة السابعة مشاة ومقرها رفح ونجحت فى تكوين خلية موالية للضباط الاحرار فى تلك الكتيبة ومن خلال هذه الكتيبة ربطتنى علاقات قوية مع عبدالحكيم عامر وصلاح سالم وأنور السادات وقد شاركت فى الثورة بتلك الكتيبة وقد كان لنا دور أشاد به الرئيس عبدالناصر.
ـ ما تقييمكم لثورة 23 يوليو بعد مرور 50 عاما على قيامها ما أهم ايجابيتها وسلبياتها؟
ـ ثورة 23 يوليو لها ايجابيات كثيرة فلها الفضل فى جلاء القوات البريطانية عن مصر وتأميم قناة السويس وتصفية الإقطاع والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم وغير ذلك فالثورة حققت الكثير لكنها للأسف أخطأت المسار وانحرفت عن الجادة ولذلك وقعت فى كثير من الأخطاء التى لا نزال نعانى من آثارها حتى اليوم وابرز نتائج هذه الاخطاء هزيمة 5 يونيو 1967 وأعتقد ان هناك خطأ أكبر يتمثل فى إلغاء دستور سنة 1923 الذى كان يعطى حقوقا لشعب مصر فى عهد الاحتلال البريطانى والملكية الفاسدة والأحزاب المتصارعة أكثر بكثير من جميع دساتير ثورة 23 يوليو خلال الخمسين عاما الماضية وهذا معناه سلب الشعب حقوقه ومعناه أيضا اننا حررنا الشعب من مصائب الاستعمار والحكم الخارجى لكننا حرمناه من بصيص الحرية التى كان يتمتع بها قبل الثورة.
ـ هل كانت هناك مبررات لهذا التوجه ؟ ـ لم تكن هناك مبررات سوى الاستئثار بالسلطة والانفراد بها.
ـ نحن نريد تقييم الديمقراطية وفق ظروف الحياة فى الخمسينيات من القرن الماضى وليس بالمعايير الموجودة فى الوقت الحاضر فهل كانت هناك مبررات لإلغاء الأحزاب التى كانت موجودة قبل الثورة؟ ـ فى البداية كان حل الأحزاب ضرورة لأنه كانت هناك قضية لها الأولوية وهى قضية جلاء الاحتلال البريطانى عن مصر فكان ما يريده قادة الثورة ان تصبح مصر كتلة واحدة ويقف شعبها موقفا موحدا إلى ان يتحقق الجلاء لكن الخطأ جاء بعد مرورالفترة الانتقالية ـ ومدتها ثلاث سنوات ـ التى فرضتها الثورة حتى تتمكن من مواجهة الإنجليز لأن الذين مارسوا السلطة المطلقة خلال هذه الفترة كان من الصعب عليهم جدا ان يتنازلوا عنها.
ـ هل يمكن القول أن قادة الثورة كان لديهم عداء للتجربة الحزبية؟
ـ فى بداية الثورة كان هناك اتفاق بين الضباط الاحرار على تقييد الحرية فظل هذا الأسلوب خلال الفترة الانتقالية لكن بعد انتهاء الفترة الانتقالية كانت هناك اعتراضات وكنت أحد المعارضين واذكر أننى ذهبت إلى الرئيس عبدالناصر ـ وكان يفكر فى انشاء الاتحاد الاشتراكي بعد ان حققت هيئة التحرير هدفها فى اجلاء الانجليز خلال الفترة الانتقالية ـ واقترحت عليه عودة الأحزاب وقلت له إذا كنت خائفا من الأحزاب تستطيع تشكيل حزبين من اعضاء الثورة بحيث يتنافس الحزبان فيما بينهما وتظل أنت كرئيس للجمهورية لا تنسب إليك أخطاء واترك الشعب يختار ينجح من ينجح فى سياسة الدولة ويسقط من يثبت فشله وقلت له ان تقسيم ضباط الثورة على هذين الحزبين سوف يجعلهم يمارسون الحكم ومن يرتكب خطأ يترك منصبه ومن ينجح يستمر فى موقعه لكنه لم يوافق على هذا الاقتراح.
ـ لماذا؟
ـ بالطبع كان عبدالناصر هو الأساس لأنه لو أراد أن يفعل ذلك لما منعه أحد أما بالنسبة للمنطق الذى كان يستند إليه فى رفض الأحزاب ـ كما سمعت منه ـ فكان يعتقد ان الأحزاب السياسية عبر تاريخها قبل الثورة فشلت فى تحقيق مطالب الشعب وتلبية احتياجاته بدليل ان مشروع كهرباء خزان أسوان رغم أهميته الحيوية ظل لمدة تقارب 40 عاما لم يتم تنفيذه بسبب الخلاف بين الحكومات التى تنتمى للأحزاب المختلفة وكان يقول لا أستطيع أن أعرض كل مشروع حيوى وقومى للبلد لعدم التنفيذ بسبب الخلافات بين الأحزاب وهذا هو السبب الوحيد ـ الذى سمعته من عبدالناصر ـ فى تبرير رفضه للأحزاب السياسية.
ـ معنى ذلك ان رفض الأحزاب لم يكن راجعا للتوجه الاشتراكي الذى كان يتبناه الرئيس عبدالناصر وميله إلى السوفييت؟
ـ عبدالناصر لم يكن شيوعيا ولم يكن اشتراكيا لكن العالم فى تلك الفترة كان منقسما إلى كتلتين شرقية وغربية الكتلة الغربية تحكم بطريقة ديمقراطية تعتمد الإنتخابات الحرة وتعدد الأحزاب السياسية أما الكتلة الشرقية فكانت تعتمد على حزب شيوعى واحد يحكم بقوة السلاح ويخضع الشعوب ولم يكن هناك بلد شيوعى فى ذلك الوقت لا يحكم بالحديد والنار وكان من الطبيعى ان يختار الرئيس عبدالناصر نظام الحكم الذى يمكنه من السيطرة فاختار نظام الحكم الشرقى الذى يعتمد الحزب الواحد ورفض النظام الغربى واقام حزبا واحدا هذه هى الحقيقة فلم يكن عبدالناصر شيوعيا ولا اشتراكيا.
ـ هل الاتحاد الاشتراكي ولجانه فى القرى والمدن كان له دور فى تدعيم المشاركة السياسية والتعبير عن مختلف الآراء؟
ـ لا لم يكن له دور فقد كان مجرد شكل أيضا الاتحاد القومى لم يكن له دور فقد كان أسوأ حالاً من الاتحاد الاشتراكي. وزارة الأوقاف ـ توليتم مسئولية وزارة الأوقاف فى الفترة من عام 1959 وحتى عام 1961.
- ما هى ملابسات اختياركم لهذا المنصب بالذات رغم انه من المتعارف عليه ان من يتولى هذا المنصب يكون من بين خريجى الأزهر؟
ـ هذا يسأل عنه من اختارنى لهذا المنصب أما بالنسبة لى فلم أكن أريد أن أصبح وزيرا للأوقاف ولم تكن لى علاقة بالأوقاف وحزنت حزنا شديدا عندما اختارنى عبدالناصر لهذا المنصب خاصة واننى كنت ـ بفضل الله ـ أتمتع بشعبية كبيرة جدا وأحظى بحب جماهير الشعب منذ بداية عام 1952 خاصة بعد أن توليت مسئولية هيئة التحرير مع الأستاذ ابراهيم الطحاوى وقد التف العمال حولى بطريقة أثارت الإنتباه بدليل أحداث مارس 1954 التى أبقت على ثورة 23 يوليو وأبقت على جمال عبدالناصر فى الحكم وكان الفضل فى ذلك يرجع إلي والى ابراهيم الطحاوى ـ رحمه الله ـ وكان لكل منا شعبيته الكبيرة وقد صادف أننى كنت عائدا من السويد بعد فترة علاج استمرت ثلاثة أشهر وتم استقبالى استقبالا شعبيا ضخما بمطار القاهرة فذهب بعض زملائى من الضباط الاحرار إلى الرئيس عبدالناصر وقال له ان مصر فيها رئيس جمهورية آخر وصل اليوم إلى مطار القاهرة لدرجة اننى عندما ذهبت إلى عبدالناصر قبل ان أعود إلى بيتى فقال لى لقد أخبرت بأن هناك رئيس جمهورية آخر وصل إلى المطار قلت له: ما معنى رئيس جمهورية ان الناس يحبوننى ولما علموا بشفائى وعودتى خرجوا ليستقبلونى فى المطار ليس لأننى أريد أن أصبح رئيسا للجمهورية أو غير ذلك هذا كان فى أوائل عام 1959 وبعد هذا الحادث مباشرة تم تعيينى وزيرا للأوقاف والدليل على صحة هذا الكلام ان أحمد أنور قائد البوليس الحربى فى ذلك الوقت زارنى فى وزراة الأوقاف وقال لى أنت تركت هيئة التحرير والاتحاد القومى فلماذا حولت وزارة الأوقاف إلى مصطبة؟ قلت له ما معنى ذلك؟ قال: الناس بدلا من أن يذهبوا إلى الاتحاد القومى يأتون إليك فى وزارة الأوقاف قلت له: لا أستطيع أن أمنع أحدا من أن يأتى إلى أو ان ارفض مقابلة الناس بحجة اننى وزير للأوقاف ولن أغلق بابى فى وجه أحد فبابى الذى كان مفتوحا فى هيئة التحرير سيظل مفتوحا مادمت وزيرا للأوقاف حتى أترك هذا المنصب.
ـ هل كنت معترضا بالفعل على تعيينك وزيراً للاوقاف وكيف عبرت عن هذا الاعتراض؟
ـ غضبت وأقسمت يمينا اننى لن أذهب إلى هذه الوزارة وبالفعل مكثت أسبوعا ولم أذهب إلى الوزارة فذهب أخوتى إلى والدتى ـ رحمها الله ـ وقالوا ان أحمد أقسم يمينا ألا يذهب إلى الوزارة والرئيس عبدالناصر سوف يغضب لذلك فقالت لى أمى: لماذا لا تذهب إلى الوزارة؟ قلت: ان الرئيس عبدالناصر يريدنى ان أترك العمال وان أفقد شعبيتى فقالت: أية شعبية تلك التى تتحدث عنها اذهب إلى وزارة الأوقاف واخدم ربك واسلامك وقرآنك والمساجد وخلال دقائق ارتديت ملابسى وذهبت إلى الوزارة وقد وفقنى الله فيها رغم قصر المدة التى شغلت فيها منصب وزير الأوقاف. تسجيل القرآن
ـ ما أهم الأعمال والخدمات التى قمتم بها أثناء توليكم مسئولية وزارة الأوقاف ؟
ـ وفقنى الله إلى تسجيل القرآن الكريم على اسطوانات بصوت الشيخ محمود خليل الحصرى لأول مرة فى التاريخ الإسلامى كذلك أوليت عناية خاصة بالمساجد وتحفيظ القرآن وكان لى الفضل فى اعداد وطبع كتاب المنتخب فى تفسير القرآن وفقه السنة وموسوعة جمال عبدالناصر للفقه الإسلامى لكن المؤسف ان نجاحى فى وزارة الأوقاف لم يكن يرضيهم فاذكر ان الدكتور عبدالقادر حاتم زارنى فى مكتبى بوزارة الأوقاف وقال لى أنت الآن وزير اقعد ساكت فقلت ما معنى ذلك ؟ قال: ليس من الضرورى ان تصنع من الفسيخ شربات فقلت له سوف أكمل مسيرتى على ذلك سواء أرضيت أو أغضبت إلى ان أخرج من الوزارة وأنا ناجح ولست فاشلا.
ـ ما الذى كنت تأخذه على الرئيس عبدالناصر وتنكره عليه ؟ ـ كنت أرفض اتجاهه
ـ بعد نجاح الثورة ـ للإستعانة بشخصيات كثيرة ليسوا من الضباط الاحرار وأنا أعتبر ذلك خطأ جسيما لأن الذين شاركوا فى الثورة كانت قلوبهم على البلد أكثر من غيرهم واعتقد ان عبدالناصر كان يستعين بهؤلاء حتى يشعروا بفضله عليهم لأنه هو الذى صنعهم أما نحن ضباط الثورة فقد صنعنا أنفسنا ولم يصنعنا عبدالناصر.
ـ هناك خلاف بين المؤرخين حول انتماء عبدالناصر للإخوان فهل كان عبدالناصر منضما بالفعل للإخوان؟ ولماذا الاختلاف معهم؟
ـ للإخوان سواء جمال عبدالناصر أو أنا وبعض الضباط الاخرين الذين شاركوا فى الثورة كانوا منضمين للإخوان أما بالنسبة لإنقلاب عبدالناصر على الإخوان فيرجع إلى تبنيهم سياسة الاغتيالات وقتل المخالفين لهم ويكفى محاولتهم لاغتيال الرئيس عبدالناصر فى المنشية بالإسكندرية أيضا كان من اسباب الانقلاب الصراع على السلطة فالإخوان كانوا يريدون الخلاص من الضباط بحجة انهم عسكريون ولابد ان يعودوا إلى ثكناتهم وان الإخوان لديهم تنظيم شعبى وهم أقدر الناس على حكم البلد فلم يكن هناك اختلاف دينى أو وطنى ولم يكن هذا الخلاف فى صالح مصر.
ـ لكن البعض قال أن حادث المنشية من تدبير الرئيس عبدالناصر حتى يبرر فيما بعد اسباب الانقلاب على الإخوان فما ردكم على ذلك ؟
ـ اذا كان البعض يشكك فى حادث المنشية فهل يستطيع هؤلاء التشكيك فى الحوادث السابقة المشابهة مثل قتل الخازندار أو فى حادث مقتل النقراشى أو حادث أحمد ماهر وأقول أن التشكيك فى حادث المنشية لا يستند إلى دليل وانا متأكد ان الذى قام بهذه العملية ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين فقد أرسل إلى أحد البقالين ـ ينتمى لعائلة سعودى وهى عائلة معروفة فى مجال البقالة حتى الآن ـ فى شارع 26 يوليو قائمة بعشرة أسماء ـ من بينها محمود عبداللطيف الذى اطلق النار على عبدالناصر ـ وقال انه سوف تجرى قرعة بين هذه الأسماء ليقوم أحدهم باغتيال عبدالناصر ولا أعرف كيف يتخيل الذين يقولون ان حادث المنشية من تدبير عبدالناصر ان يقبل عبدالناصر ان يطلق عليه النار ويضمن انه لن يصاب خاصة ان اطلاق النار اصاب من كان على يمين عبدالناصر ويساره احدهما سفير والآخر أمين بدر من هيئة التحرير وتم نقلهما إلى المستشفى لا أظن ان يقبل عبدالناصر أو غيره ان يضع نفسه فى هذا الموقف.
ـ قلت انك صاحب الفضل في حسم ازمة مارس لصالح عبدالناصر وكيف تسنى لكم القيام بهذا الدور؟
ـ الذين قاموا بالثورة كانوا جميعا عسكريين ولم تكن هناك قاعدة شعبية يستند إليها مؤيدو الثورة من أبناء الشعب لذلك تم انشاء هيئة التحرير فى عام 1953 لتقوم بهذا الدور وانضم اليها جميع المؤيدين والمتحمسين للثورة فى كل ربوع مصر وتركت انا وابراهيم الطحاوى مناصبنا فى الجيش وتم احالتنا للتقاعد وتولينا مسئولية الهيئة وقد انضمت نقابات العمال والنقابات المهنية إلى الهيئة وأصبح اتحاد العمال من اختصاصى كعمل رئيسى فى هيئة التحرير ونجحت فى كسب ود ورضا العمال لأننى نجحت فى حل مشاكلهم وأصبحت لى شعبية كبيرة بينهم وأسست الكثير من المؤسسات التى تخدم العمال مثل المؤسسة الصحية العمالية والمؤسسة الاجتماعية العمالية والمؤسسة الثقافية العمالية وبنك العمال وشركة الجمهورية للتأمين والمؤسسة التعاونية واتحاد عمال مصر واتحاد العمال العرب وهذا جعلنى أقوم بدور كبير فى أزمة مارس 1954 حيث بدأت هذه الأحداث بتمرد فى سلاح الفرسان للإنقضاض على الثورة تحت ستار المطالبة بالديمقراطية وتزعم هؤلاء الضباط خالد محى الدين ثم شاركت الأسلحة الآخرى مثل المدفعية والطيران فى التمرد مما هدد باشتعال حرب أهلية وقد انتهى هذا التمرد بالفشل بسبب المساندة الشعبية للثورة ولجمال عبدالناصر وهذا أجبر الانجليز على التوقيع على اتفاقية الجلاء وقد تم ذلك كله بفضل هيئة التحرير وجهودى أنا والطحاوى فى حث العمال على تنظيم اضرابات لتأييد الثورة ورفض حل مجلس قيادتها ودعوة الجيش للعودة إلى ثكناته وبالفعل تحقق ما سعينا إليه من خلال هيئة التحرير مما يؤكد نجاح هذه الهيئة فى التغلغل بين أبناء الشعب وكسب ولائهم للثورة وهذا حمى مصر من حرب أهلية مدمرة.